من بين كافة المخلوقات تُعد النملة الأكثر قوة كونها قادرة على حمل حتى 60 ضعف وزنها.. أما بين البشر فيعد النيباليون الأكثر قدرة على حمل ما يفوق وزن أجسادهم - قياسا على عجزنا نحن على حمل نصف أوزاننا..
فعلى مر الأجيال عاش النيباليون في قرى عالية في جبال الهيملايا -حيث توجد قمة ايفرست- وتشكلت لديهم قدرات خاصة بفضل قلة الأوكسجين وبرودة الطقس وحمل الأثقال المستمر.. وكان البريطانيون أول من لاحظ -أثناء استعمارهم للهند- قدرة النيباليين على حمل أثقال تفوق أوزانهم والسير بها إلى ارتفاعات يحتاج فيها الجنود إلى أنابيب تنفس خاصة.. فهم يتميزون عن جيرانهم الهنود بقوة المناعة وفعالية العضلات ومرونة الأربطة وارتفاع نسبة كريات الدم؛ وهذه المزايا -التي تم إثباتها في أكثر من دراسة- شكلت لديهم قدرة عالية على التحمل ومقاومة التعب والعمل بأقل قدر من الأوكسجين.. وهو ما يجعلهم حتى اليوم يعملون كمرافقين وحمالين للراغبين في تسلق جبل ايفرست!!
وحسب اعتقادي توجد هذه الموهبة لدى معظم الشعوب الجبلية حيث تتطلب ظروف العيش في الجبال حمل الأثقال والصعود بها بشكل يومي مستمر (وجميعنا جرب استئجار عمال من اليمن أو أفغانستان لحمل الخزن الثقيلة).. فحين يترعرع الشخص في بيئة جبلية كما في نيبال واليمن وأفغانستان تنمو لديه عضلات -ليست بالضرورة مكتنزة- بل أكثر تحملاً وقدرة على التعاون. أما القلب والرئتان -وهما عنصران مهمان في هذه الحالة- فيصبحان أكثر قدرة على تحمل المجهود العالي، ويتأقلمان بطريقة فريدة مع قلة الأوكسجين في تلك المناطق.!!
.. ومن جانب آخر هناك دلائل تشير إلى أن العيش في المناطق الجبلية المرتفعة لا يجعل الإنسان فقط أكثر قوة وتحملا؛ بل وأكثر حصانة ضد أمراض القلب والشرايين، وبالتالي العيش لعمر طويل (وأكثر مكان مرشح فيه الإنسان اليوم لتجاوز سن المئة هو قرية "فيلكابامبا" الجبلية جنوب الإكوادور حيث نسبة المعمرين الذين تخطوا فيها سن المئة تتجاوز عشرة أضعاف النسب المعتادة في اليابان وفرنسا وسويسرا)..
واليوم أصبح معروفا أن الارتفاع عن مستوى البحر ينتج عنه ارتفاع نسبة كريات الدم الحمراء والبيضاء.. وارتفاع مستوى الكريات الحمراء يعني صحة جيدة وقوة تحمل هائلة، في حين أن ارتفاع الكريات البيضاء يعني ارتفاع مناعة الجسم وعظم مقاومته للأمراض.. أما مادة الحديد في المياه فتقي من أمراض القلب وارتفاع الضغط والتهاب المفاصل، ولها مفعول جيد في شد البشرة ومنع التجاعيد.!!
.. ربما لم يخلقك الله نملة؛ ولكنك ما زلت تملك خيار العيش في المناطق الجبلية.. مرتفعات عسير مثلاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق