الخميس، 12 ديسمبر 2019

ماذا كنا نأكل قبل عشرة آلاف عام؟


في حال اتفقنا أن عمر الإنسان على الأرض يتجاوز المليوني عام (حسب أقدم متحجرات وجدت في أثيوبيا) يحق لنا التساؤل عمّا كان يأكله قبل عشرة آلاف عام فقط!؟

فالإنسان تعلم الزراعة قبل عشرة آلاف عام كان قبلها يعتمد على تناول الفواكه والنباتات البرية ولحوم الصيد فقط.. لم يكن يعرف المعجنات والحلويات والسكريات ولا شيئا يدعى "كنافة رمضان" قبل صنع الأجبان وزراعة القمح والذرة!

فرغم ان الكربوهيدرات (ومن أبرزها القمح والأرز والنشويات والسكريات المصنعة) تشكل جزءا مهما من حاجتنا الغذائية إلا ان إفراطنا في تناولها هذه الايام أدى الى انتشار السمنة وأمراض القلب والسكر.. واليوم هناك نوع فعال من الريجيم يعتمد على محاكاة طعام الانسان البدائي القديم والاعتماد على فكرة: ما هي الأطعمة التي كان يتناولها قبل تعلمه زارعة القمح والحبوب وتناول الكربوهيدرات والسكريات المكررة.

ولتطبيق هذا الريجيم في حياتك اليومية ما عليك سوى تذكر ما كان يتوفر للإنسان البدائي من طعام؛ ففي ذلك الوقت كان طعام البشر مثلا يأتي من (التقاط) الخضراوات والفواكه والمنتجات الطبيعية، ثم (صيد) الأسماك والحيوانات وتناول البيض وصنع الألبان. أما منتجات المرحلة الثالثة (وهي الكربوهيدرات) فيجب التخفيف منها قدر الإمكان في حين يجب الامتناع نهائيا عن السكر والاستعاضة عنه بأحد المحليات الاصطناعية!

ولكن من جهة أخرى يجب ان لا يغيب عنا ان اللحوم كانت تحتل نسبة 30% من طعام رجل الكهف.. وهذه النسبة العالية من البروتين لا ينبغي الاستمرار عليها لفترة طويلة كونها قد تتسبب بمخاطر صحية حقيقية (رغم أن هناك حمية مشهورة تقتصر على تناول اللحوم فقط).. وعدم تضرر "رجل الكهف" منها يعود الى تناوله (لحوما برية نية) تضم نسبة ضئيلة من الكولسترول والدهون الضارة بالشرايين.

لهذا السبب أنصح في حال تبنيت الفكرة بإجراء التعديلات التالية:

الإكثار من الخضراوات والفواكه على حساب اللحوم (بحيث لا تتجاوز 20% من طعامك اليومي)!

وحتى في هذه الحالة أزل أكبر قدر من الشحوم وركز على اللحوم البيضاء (كالأسماك والدجاج)!

ولا يجب الاستغناء نهائيا عن الكربوهيدرات لأكثر من أسبوعين يتم بعدها إدخال العناصر الجيدة منها بالتدريج (كالفواكه والخبز الأسمر) في حين يجب الامتناع نهائيا عن السيئ منها (كالدقيق الأبيض والسكر المكرر)!

تناول يوميا كبسولة فيتامينات لتعويض أي نقص محتمل واشرب كمية كبيرة من الماء لتخفيف نسبة حامض البوليك!

.. وفي جميع الأحوال لا يجب أن تنظر لأسلوب رجل الكهف كحمية مؤقتة (وإلا ستعود لسابق وزنك حين ينتهي) بل كنظام حياة وعادة تستمر معك طوال العمر.. فالمشكلة الحقيقية لدى معظم البدناء لا تعود الى افراطهم في تناول الطعام ذاته بل الى إفراطهم في تناول الكربوهيدرات على حساب البروتينات كون الأولى (باختصار) تساهم في تخزين الدهون وتثبط من عمل هرمون يعمل على إذابة الشحوم بشكل طبيعي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...