الاثنين، 9 ديسمبر 2019

بهجة الكسل!


أشياء كثيرة نؤجل عملها عاما بعد عام حتى نموت قبل تنفيذها.. أشياء نحاول إقناع أنفسنا بأننا سنفعلها في الوقت المناسب ولكن هذا "الوقت" لا يتوفر أبداً.. خذ مثلاً ممارسة الرياضة وحلم الرشاقة؛ كم رجلا وامرأة مايزال يحلم بممارسة التمارين (وشد عضلات البطن) ولكن الحقيقة هي أن الرياضة الوحيدة التي أصبحنا نكتفي بممارستها لا تتجاوز جدران المنزل.!

البُشرى السارة؛ أن التمارين الرياضية قد لا تكون بالأهمية التي نتصورها - بل وذات نتائج سلبية على أجسادنا.. وهذا الكلام ليس اعتمادا على مبدأ "حامض ياعنب"، بل من خلال تبلور مدرسة رياضية جديدة تنصح بعدم الإفراط في ممارسة أي رياضة إن رغبنا بالعيش لعمر طويل وصحة جيدة.!

وكنت قد كتبت بالفعل مقالًا بعنوان "كم وصل عداد الكيلومترات لديك؟" شبهت فيه جسم الإنسان بالسيارة التي يمكنها العيش لعمر أطول بشرط عدم استخدامها بشكل مستمر والمحافظة على عداد الكيلومترات فيها منخفضا قدر الإمكان.

واليوم قرأت كتابا مشابها يصب في نفس الفكرة يدعى "بهجة الكسل" من تأليف البروفيسور بيتركست رئيس الصحة الجسدية في جامعة فولد بفرانكفورت، ويدعي الدكتور بيتر أن التمارين الرياضية حالة غير طبيعية ومجهود طارئ يتجاوز قدرات الجسم، ويقول أن لكل إنسان خلال حياته "مخزون حيوي" قد يستهلكه في وقت قصير -نتيجة التمارين المكثفة- أو على مدى طويل من خلال الاسترخاء والراحة والكسل.. ومن الآراء المهمة التي يرتكز عليها الدكتور بيتر في كتابه:

أن التمارين الرياضية تُسرع آلية الشيخوخة فيدخل الرياضي بسرعة -بعد تقاعده- في مرحلة الضعف والهرم.

كما أن التمارين الرياضية تستهلك كميات أكبر من الأوكسيجين الأمر الذي يضاعف تأكسد الخلايا (وهي العملية التي تتم في أجسادنا بشكل طبيعي ويعتقد أنها مسؤولة عن دخولنا في مرحلة الهرم).!!

أيضا التمارين الشاقة تخل بمستوى هرمونات كثيرة يترتب عليها تغييرات ضارة بالجسم.. ليس أقلها تضخم القلب وارتفاع ضغط الدم.!!

والرياضة العنيفة قد تكون أيضا مسؤولة عن إضعاف جهاز المناعة، وبالتالي العُرضه للأمراض الخطيرة (خصوصا بعد أن اتضح أن حالة الخمول التي يمر بها المريض ضرورية لتفعيل جهاز المناعة).!

أيضا يدعي الكتاب أن التمارين الرياضية قد تضر بعمل الدماغ وملكات العقل؛ فهي بالإضافة إلى مسؤوليتها عن أغلب إصابات الدماغ لدى الرياضيين، مسؤولة أيضا عن إفراز هرمون الكورتيزول الذي يضعف الذاكرة ويضر بالخلايا العصبية على المدى الطويل.!

والرياضة العنيفة بالنسبة للنساء أكثر خطورة من الرجال؛ فمن الآثار السلبية التي تتعرض لها أي لاعبة محترفة انقطاع الطمث وانخفاض هرمون الاستروجين - وهما عاملان لا يهددان فقط بالذكورة والعقم، بل وبتخلخل العظام وسرعة عطبها.!!

ومقابل كل هذا ينصح الدكتور بيتر بممارسة المشي المعتدل كونه (مجهود طبيعي) يتواءم مع طبيعة وقدرات الجسم ولا يسبب إجهادا لا طائل منه.. كما ينصح لتحسين الصحة -بدل الرياضة- الاعتدال في الأكل والتركيز على الغذاء السليم وتناول الفيتامينات الناقصة، وأيضا الضحك لأطول وقت ممكن.. فحين تضحك -لا تضحك لك الدنيا فقط- بل تشعر خلاياك وأعضاؤك بالسعادة بفضل إفراز هرمون السعادة "السيروتونين" في مجرى الدم.!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...