الاثنين، 9 ديسمبر 2019

دول لا تعرفها بهذا الاسم!


هل سمعت بهذه الدول من قبل: نيبون، دويتشلاند، باهارات، زانجوا.. فالأولى هي اليابان، والثانية ألمانيا، والثالثة الهند، والرابعة الصين.. ولكن بلغة أهل البلد وضمن حدودهم المحلية! وهي مجرد أمثلة لدول يعرفها الأجانب باسم يختلف عن الاسم الذي يطلقه سكان البلد على أنفسهم.

فاليابان أو Japan هو الاسم المشهور عالمياً ويستعمله الأجانب للحديث عن جزر تدعى منذ عشرة آلاف عام باسم نيبون Nippon.. وهو -كما شاهدت خلال زيارتين لليابان- الاسم الرسمي الذي تجده على الأوراق النقدية وطوابع البريد والمراسلات الحكومية.. وبجانب هذا الاسم هناك أيضا نيهون Nihon الذي يستخدم غالباً في الأحاديث والخطب العامة، علما أن كلا الاسمين يعنيان في اللغة اليابانية القديمة "الشمس المشرقة".. أما الاسم المستعمل حالياً فيعتقد أنه ظهر بسبب تحريف البرتغاليين، أول الغربيين الواصلين لجزر الشمس المشرقة، لاسم نيبون Nippon وكتابته بطريقة خاطئة Jippon حُور على ألسنة الأجانب إلى Japan حورنا نحن بدورنا إلى يابان.

أما بخصوص ألمانيا فأذكر أنني تفاجأت شخصياً حين اختارها الاتحاد الدولي لتنظيم كأس العالم عام 2006 وظهرت على الشاشة باسم دويتشلاند (Deutschland) بدلًا من جيرمني Germany.. ولأن ألمانيا لم تكن خلال تاريخها دولة موحدة، امتلكت أسماء عديدة بحسب المناطق واللغات المحيطة بها.. فهي في اسكندنافيا تعرف باسم "تايسكلاند" وفي البوسنة "نجميكا" وفي بولندا "نايمسي" وفي فنلندا "ساكسا" في حين أن Germany لفظ لاتيني اشتهر زمن الامبراطورية الرومانية ولا أحد يعرف بالضبط معناه، أما الاسم الذي يستعمله العرب حاليا "ألمانيا" فمحرف من Alemanni المستعمل قديماً لدى القبائل الجرمانية ومايزال مستعملاً حتى اليوم في فرنسا والحدود السويسرية، في حين يطلق الألمان على بلادهم "دويتشلاند" أو أرض الألمان!

أما الصين فتملك بدورها أسماء عديدة بحسب دولة ولغة المتحدث.. فداخل الصين نفسها يطلق الصينيون على بلادهم اسم زانجو Zhongguo بما في ذلك تايوان ومكاو وهونج كونج.. غير أنهم يستعملون أيضا أسماء أقل شهرة مثل شنغهوا وهان وتانج وتيانكسيا وشينزو وسيهاي، أما الاسم المشهور في الخارج تشاينا China فكان شائعاً في بلاد فارس وأخذه منهم البحارة البرتغاليون في القرن السادس عشر وانتشر في أوروبا بهذا اللفظ.. أما العرب فعرفوها دائما باسم "الصين" بدليل حديث (أطلبوا العلم ولو في الصين) الذي بصرف النظر عن صحته، يؤكد انتشاره بين العرب منذ القرن السادس أو السابع ميلادية.

الهند بدورها لا تختلف عن الصين في كثرة مسمياتها المنتشرة محلياً.. غير أن الهنود أنفسهم يستعملون اسم "باهارات" Bharat بمستوى واحد مع "الهند" India .. أيضا يستعمل الهنود أسماء أقل انتشاراً مثل جامدفيبا (الأقدم في المخطوطات الهندية) وتنزة (المستخدم حتى اليوم في الصين) وهندستان حيث "ستان" تعني أرض أو بلاد (وتوجد في كافة المسميات المشابهة مثل باكستان وأفغانستان وطاجاكستان).. ورغم أن العرب كانوا يستخدمون مسمى الهند (وعرف العالم منهم هذا الاسم) إلا أنهم كانوا يطلقون عليها أيضا اسم السند (وهي مقاطعة شمالية تقع حاليا ضمن حدود الباكستان)!

كما ذكرت في مقدمة المقال؛ هذه مجرد أمثلة ونماذج لا تتعلق فقط بالهند والصين وألمانيا واليابان.. فالاختلاف بين المشهور عالميا، والمعروف محليا، مفارقة جغرافية ولغوية يمكن رصدها في دول كثيرة مثل هولندا وإيران والدنمرك وسيرلانكا وأرمينيا وكرواتيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...