حين كان موزارت يُسأل متى تعلمت العزف على البيانو يقول: لا أدري فأنا أعزف منذ وعيت على الدنيا..
ورغم أنني لا أدعي إجادتي العزف على شيء؛ لا أتذكر بدوري متى تعلمت القراءة أو شراء الكتب.. تخبرني والدتي أنني تعلمت القراءة والكتابة قبل سن الخامسة الأمر الذي دعا عمي (وكيل المدرسة) إلى تسجيلي متأخرا في الصف الأول ابتدائي..
.. ومن أسباب سعادتي هذه الأيام فتح كتبي القديمة لرؤية تاريخ الشراء والملاحظات التي كتبتها لنفسي أيام الطفولة ويعود أقدمها الى منتصف السبعينيات الميلادية.. فقد كان من عادتي فور شراء كتاب جديد كتابة التاريخ واليوم واسم المكتبة وأهم المعلومات التي صادفتني خلال قراءته...
ومؤخرا فتحت كتابا يدعى "علم النفس/ دراسة في التكيف البشري" للدكتور فاخر عاقل نشر عام 1982 واشتريته أنا عام 1983.. وما أثار سروري أكثر أنني لم أعثر فقط على تاريخ ومكان الشراء؛ بل وأكثر من 160 ملاحظة مكتوبة بالاضافة الى رسومات طفولية لطائرات وسيارات سباق على أغلفته الداخلية...
وما جعلني أفكر أصلا بكتابة هذا المقال هو رغبتي بمشاركتكم في هذه "الملاحظات" التي تعد تلخيصا لأهم المواضيع الواردة في الكتاب .. فهناك مثلا:
أن الصراع النفسي يظهر نتيجة تعارض رغبات الانسان مع تربيته ومجتمعه وعجزه عن الاختيار..
عندما يواجه الانسان مشكلة يعجز عن حلها يرفض لا شعوريا الاعتراف بوجودها فيتبلور لديه "كبت" ينتظر فرصة للخروج..
و"الإسقاط" من الحيل النفسية اللاشعورية ويتضمن إسقاط العيوب الشخصية على الآخرين..
و"التبرير" حيلة نفسية أخرى حيث يتبنى الانسان أسبابا مختلقة لتبرير فشله أمام نفسه (وجماعته).
ويحدث "التسامي" حين تتحول الرغبات الجسدية الى دوافع إبداعية كتحول الرغبات الجنسية التي يصعب إشباعها الى تفوق رياضي..
والسبب في أن القلق والانفعال والتوتر يمكن أن تتسبب بأمراض عضوية هو أن مراكز الانفعال في المخ تتصل بالجهاز العصبي اللاإرادي الذي يسيطر على أعضاء الجسم.
وتتوقف قوة الايحاء النفسي على قوة الثقة والرابطة العاطفية بين الشخص المسيطر والخاضع (للتنويم)!
التكرار (الشرطي) المستمر يؤدي الى تثبيت الاستجابة اللاإرادية والسلوك الجديد.
الشخصية مكونة من ثلاثة أجزاء هي (الأنا) و (الهو)
و(الضمير أو الأنا الأعلى) وكل انسان محصلة التفاعل بينها.
التحليل النفسي دعم خارجي يهيئ الشخص لتقبل أفكاره اللاواعية (كسبب خوفه من المرتفعات) ووعيها ومعرفة أسبابها كي يتحول موقفه من الدفاع الى الهجوم.
مهمة الطبيب النفسي (في أسلوب العلاج التحليلي) إخراج الافكار المكبوتة واللاشعورية من اللاوعي لإدراكها في الوعي.
مجرد وعي وملاحظة أي سلوك أو عادة سيئة بصورة منتظمة يسهل القضاء عليها كونها خرجت من دائرة اللاوعي الى حيث الوعي بوجودها.
التفكير بطريقة سيئة هو المسبب الأول للانفعال.. وأنماط التفكير السيئ (كالغيرة والحسد) قد تسبب الاضطراب والمرض النفسي.
وبناء عليه يصبح التخيل الايجابي والإيحاء الجميل فعال في تخفيف هذه الاضطرابات (فكن جميلا ترى الوجود جميلا)!
... وهذه أيها السادة مجرد أمثلة على ملاحظات سطرتها في مطلع الكتاب قبل 32 عاما..
علما أن الطريقة ذاتها مفيدة لتلخيص أي كتاب دون الحاجة لإعادة قراءته مجددا..
ومن يدري ؛ قد تفيدك ذات يوم في كتابة بحث أو مقال حيث تشير آخر ملاحظة الى أنه "لابد للمكبوت من فيضان"..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق