الاثنين، 9 ديسمبر 2019

أمطرت لؤلؤاً من نرجس


في ولاية جاهركاند الهندية تعاني فتاة تدعى سافيتري من مشكلة طبية محيرة.. فبين الحين والآخر تصاب بصداع حاد يجبرها على البكاء من شدة الألم. وبدل أن تذرف الدموع تذرف قطعاً صغيرة من الحجارة الصلبة تشبه حبات اللؤلؤ.. وظاهرة كهذه جعلت سكان قريتها يعتقدون أنها فتاة مقدسة وأن ما تذرفه لؤلؤ مبارك يستحق الشراء (وهو ما حوّل والدها إلى رجل ثري خلال ثلاثة أشهر فقط)!!

ورغم غرابة هذه الحالة إلا أنها ليست بالندرة التي نتصورها؛ فهناك حالتان مشابهتان أعرفهما في عالمنا العربي.. الأولى لفتاة لبنانية تدعى حسناء محمد تخرج من زاوية عينيها قطع كريستالية صغيرة تميل إلى اللون الأبيض.. وبدأت مشكلة حسناء حين شعرت بجسم صلب تحت جفنها الأيسر. وحين فركت عينها خرجت منها قطعة زجاجية بيضاء سلمتها لوالديها ثم بدأت تذرف الكريستال من كلتا العينين.

ورغم أن والدها طاف بها على عدد من مستشفيات العالم من بينها التخصصي بالرياض إلا أن الظاهرة انتهت كما بدأت قبل عامين!

أيضا هناك فتاة من مكة المكرمة تدعى مها البقمي تذرف الحصى من عينيها. وقد وردت قصتها في بعض الصحف المحلية قبل بضعة أعوام وظهرت في قناة العربية وهي تذرف حجارة كلسية ملونة لا يزيد حجمها عن حبة القمح. وفي إحدى الزيارات لمستشفى حراء أحضر الأب ثماني قطع ادعى أنها خرجت من عيني ابنته. وبعد أن حولت إلى معامل جامعة الملك عبدالعزيز اتضح أنها تتكون من الكالسيوم (70%) والمغنيسيوم (10%) وحمض الكربونات (10%) وتكلسات ملحية ومعدنية أخرى.. وحسب ما سمعت لم تنته هذه الحالة الغريبة حتى بعد ترددها على دار الرقية الشرعية!

والتفسير الوحيد الذي أفترضه يعود إلى ارتفاع نسبة بعض الأملاح والمعادن في الدم؛ فحين ترتفع نسبة هذه العناصر (وخصوصاً الكالسيوم) تتشكل أنواع من البلورات والحصيات تتفاوت في شكلها وحجمها ولونها. والشائع هنا هو تشكل هذه الحصيات في الكلية أو المرارة أو المثانة والحالب؛ ولكن يحدث في حالات نادرة أن تخرج أيضاً من الأنف والأذن ومجرى البول (وفي حالات أكثر ندرة من العينين حين تتشكل في مجاري الدموع).

أما اختلاف نوعيات الحصى في الحالات السابقة فيعود (أولاً) إلى عدم الدقة والمبالغة في نقل الخبر (وثانياً) إلى أن هذه الحصيات تتشكل فعلاً بألوان مختلفة تتراوح بين الأسود الداكن إلى اللؤلؤي الأبيض كما حدث مع "سافيتري" التي باعته في الأسواق!

.. بقي أن أشير إلى أن الظاهرة برمتها تذكرني بقصة سبق أن استعرضتها للكاتب المصري نهاد شريف تدعى "الماسات الزيتونية".. وتبدأ القصة حين يتساءل (الدكتور عبداللطيف) عن إمكانية حث الكلى على إنتاج الألماس بدل بلورات الإكسلات. وبعد تجارب مضنية ينجح في إنتاج ألماسات صغيرة من كلى مرضاه بدون علمهم. ورغم انه حقق ثروة طائلة من هذا العمل إلا أنه لم يجرب إنتاج ماسات كبيرة خشية انكشافه من قبل الأطباء الآخرين. وبدافع من الطمع والفضول يقرر إنتاج ألماسة كبيرة من كليته (هو) ولكنه يموت فجأة حين تنفجر كليته بسبب حجم الألماسة الكبير!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...