الثلاثاء، 8 أكتوبر 2019

تفسير مختلف للعقل الكلي!


كمية المياه على كوكب الأرض ثابته لا تزيد ولا تنقص .. فما ينزل من النهر يذهب الى البحر، ومايتبخر من البحر ينزل عليه كمطر أو يعود إلى اليابسة والنهر.. حتى المياه التي نشربها وتشكل 70% من أجسادنا إما تخرج منا كسوائل أو بخار ماء.. وحين نموت، تتبخر أو تتسرب السوائل من أجسادنا بشكل نهائي فتعود إما للتراب لتغذية نباتات (يأكلها بشر يأتون بعدنا) أو تصعد في الهواء لتشترك في صنع سحب يشرب منها الجميع كمطر (وهو ما يعني أن الأجيال البشرية المتعاقبة كانت تتشارك منذ فجر التاريخ في دخول وخروج ذات المياه داخل أجسادها)!!

أيضا ، وكما تشترك المخلوقات في استعمال ذات القطرات تشترك أيضا في استعمال ذات الهواء؛ فجزيئات الهواء التي نتنفسها مرت قبلنا برئات ملايين المخلوقات خلال ملايين السنين. فمعظم الهواء الذي يدخل رئاتنا مكون من جزيئات الأوكسجين والنيتروجين (بنسبة 1 الى 4). وفي كل شهيق نسحب بلايين الجزيئات التي لابد أن جزءا منها دخل في صدر المتنبي وديفنشي والخوارزمي ونيوتن وابن سينا .. ويكفي القول اننا في كل شهيق نسحب لترا كاملا من الهواء يضم 24 (وأمامها 22 صفرا) من جزيئات الأوكسجين والنيتروجين. وإذا ضربت هذا العدد الهائل بعدد أنفاسك في اليوم ؛ ثم بعدد أيام العام ؛ ثم بالاعوام التي ستعيشها ستخرج بعدد خرافي من الجزيئات التي مرت برئتيك وجرت في دمك وشكلت جزءا من دماغك .. وهي من الكثرة بحيث لو قسمتها على سكان العالم لأصبح من غير المستبعد مرورها برئات ملايين البشر قبلك .. الأحياء منهم والأموات !!

وهذه الحقائق الغريبة تثبت أن البشر يشتركون في استعمال جزيئات مادية حقيقية تسري في دمائهم وتدخل خلاياهم وتخرج منهم بصور شتى .. ومجرد اعترافنا بهذه الحقيقة قد يفسر كثيرا من الظواهر الخارقة التي تتطلب وسطا ماديا تنتقل من خلاله (كالتخاطر والإلهام وحمل بركة قراءة القرآن)!

وأذكر أنني كتبت مقالا تساءلت فيه حقيقة "الفتح" أو الإلهام المفاجئ وإن كانا مجرد حالة "اقتباس" أو تبادل افكار بين أدمغة البشر!؟ .. وإن كانا كذلك فعلا ؛ فما هو الوسط (أو الوسيط) الذي ينتقل بواسطته بين الناس؟ .. هل هو الهواء الذي نتنفسه أم الماء الذي نشربه أم الموجات الكهرومغناطيسية التي تخترق أجسادنا بلا توقف!!؟

فالبشر لا يشتركون فقط في غلاف جوي ومائي واحد ؛ بل وفي بحر متلاطم من الأمواج اللاسلكية. وحين تبرز الفكرة في رأس احدنا يتولد نشاط كهرومغناطيسي يمكن رصده وقياسه بل وتشغيل مصباح صغير من خلاله.. وهذا النشاط يولد موجات (لاسلكية) ضعيفة أمكن رصدها قد تحمل أفكارنا عبر الأثير الى أدمغة الآخرين وقد تكون هي التفسير الغائب لظاهرة التنويم المغناطيسي!!

هل عرفت الآن سر الأفكار النيرة التي تتفجر في رأسك رغم أنها لا تخصك ولم تشغل بالك من قبل!؟

صحيح .. قد يكون مصدرها الماء الذي تشربه أو الهواء الذي تتنفسه أو بحر الأثير الذي يغمر كافة العقول البشرية ودعاة أفلاطون "العقل الكلي" !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...