الاثنين، 7 أكتوبر 2019

الطريقة الرابعة عشرة في هزيمة الجيوش


قبل خمس مئة عام من الميلاد انتهى حكم الفراعنة في مصر وبدأت سطوة الملك الفارسي العظيم قمبيز الثاني. وقد وصلت جيوش قمبيز إلى مصر في عام 532 في خطوة تمهيدية لغزو كامل القارة الإفريقية. إلا أن هذه الخطة الكبيرة انتهت لسبب غبي جداً.. ففي ذلك الوقت كان يعيش في واحة سيوة (قرب الحدود الليبية) كاهن مشهور تنبأ باغتيال الملك الفارسي وانتهاء ملكه. وقد أغضبت هذه النبوءة الملك قمبيز فسير إليه جيشاً جراراً (خمسون ألفاً) لايتناسب أبداً مع صغر الواحة وقلة سكانها (أربع مئة فقط).. غير أن هذا الجيش لم يصل أبداً إلى سيوة حيث اختفى في الصحراء بدون سبب واضح!!

حادثة الاختفاء هذه أنهت خطط قمبيز لغزو إفريقيا وتحولت إلى لغز استعصى حله طوال 25 قرناً.. ولكن.. وقبل بضع سنوات فقط كان فريق من مهندسي النفط يعملون قرب الحدود الليبية حين اكتشفوا أعداداً هائلة من الهياكل العظمية والأسلحة الفارسية مما يرجح كونه جيش قمبيز المختفي. ويعتقد أن الجيش بأكمله مات بعد أن هبت عليه عاصفة رملية عاتية دفنته تحتها.. المضحك المبكي أن الجيش مات عطشاً قبل عشرة كيلومترات فقط من الواحة وبدون حتى أن يعلم بمقدمه السكان المحليون!!

.. على أي حال هناك 14 طريقة خمنتها شخصياً يمكن للجيوش أن تنهزم فيها بطريقة ذاتية - دون الحاجة لمواجهة أي عدو..

فبالإضافة إلى الانسحاب الطوعي (كما حدث لقوات المالكي التي انسحبت من المدن السنية بسبب انهيار المعنويات) هناك الاختفاء القسري وبشكل نهائي بلا أثر أو دليل واضح..

فمن القصص المؤكدة في الأرشيف العسكري ماحدث أثناء الحرب الأهلية الأسبانية حين اختفى بلا سبب أربعة آلاف جندي كانوا في طريقهم " لتأديب" بعض المتمردين. ورغم أن اتجاه الفرقة كان معروفاً ورغم أنها كانت تحمل أجهزة اتصال حديثة إلا أنها اختفت فجأة بدون أثر واضح – ولا حتى جثة ملقاة على عاتق الطريق!

وفي فترة الاستعمار الإيطالي للحبشة اختفت فرقة عسكرية كاملة أثناء توجهها لاحتلال إحدى المناطق النائية. ورغم إرسال البعثة تلو البعثة إلا أن السلطات الإيطالية عجزت عن إيجاد أي أثر للجنود أو ما يدل على وقوع معركة مع الأحباش!

وفي الحرب العالمية اختفت فصائل عديدة من الجيش الياباني في غابات إندونيسيا والملاوي. وحتى هذه الأيام مايزال اليابانيون يكتشفون جنوداً تائهين رابطوا في الغابات منذ ذلك الوقت ولم يعلموا بانتهاء الحرب قبل 56 عاماً..

وبعد هزيمة ألمانية النازية اتصلت القيادة العسكرية بالفرقة المرابطة من آيسلندا لإخبارها بوجوب العودة والاستسلام للحلفاء. وحين لم تتلق أي رد ذهبت بعثة عسكرية لإحضارهم فلم تجد غير معداتهم في الموقع!

وأخيراً في تشرين الثاني 1919 اختفى مليون جندي وامرأة وطفل من المعارضين للثورة الشيوعية في روسيا. فتحت قيادة الأمير كولتشاك انسحبت تلك الجموع عبر ثلوج سيبيريا نحو المحيط الباسيفيكي على بعد خمسة آلاف ميل. وآخر ما يعرف عن هذه القافلة أنها انتهت إلى خمسين رجلاً فقط قضَوا نحبهم حين حاولوا عبور بحيرة بايكال في جو من الزمهرير القارص.

وللجادين فقط:

كان جنود كولتشاك يحملون ذهباً بقيمة مليار دولار لا يعرف مكانه إلى اليوم!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...