الثلاثاء، 8 أكتوبر 2019

أين تذهب صورنا وملفاتنا المحذوفة؟!


هذا السؤال بدأ يؤرقني منذ أن أصبحت أملك تسعة كمبيوترات قديمة، ومئات الصور والمقالات في فضاء النت وسُحب التخزين الإلكترونية!! فخلال مسيرتي المهنية كنت كلما امتلأ كمبيوتر أو أصابته عوارض الشيخوخة والتخلف أحيله الى التقاعد وأشتري آخر جديدا (ولكن هذا لا يعني تخلصي من القديم كوني أعيش دائما هاجس فقد الملفات الموجوده فيه).. ورغم أنني أصبحت ألجأ الى مواقع التخزين السحابي (على الانترنت) لم أتخلص من هاجس محوها أو فقدها لأي سبب !!

وهكذا ؛ قد أكون مسايرا لأحدث الأجهزة وطرق التخزين ولكن سؤالي القديم مايزال قائما: أين تذهب ملفاتنا المفقودة سواء في الكمبيوتر أو الانترنت أو الإيميل... فحين تلغي ملفاً من (الكمبيوتر) أين يذهب بالضبط؟ وحين تلغيه من (الانترنت) هل يختفي تماما؟

وحين تحذف شيئا من (البريد الإلكتروني) هل يتبخر أم يتوارى في رسيفرات الشركات الراعية؟

معظمنا يعرف أنه حين يلغي شيئا من الكمبيوتر يذهب ببساطة الى مجلد آخر يدعى "سلة المهملات" يسمح باستعادتها لاحقا.. ولكن إن كنت أكثر إصرارا وحذفت ملفاتك (حتى من سلة المهملات) تصبح مهمة استعادتها أكثر صعوبة وتعقيدا وما أعرفه أنها تظل موجودة على القرص الصلب (وهذا هو الخبر السعيد) ولكنها تصبح بلا اسم أو دليل فهرسة وبالتالي يصعب على غير الخبير الوصول إليها (وهذا هو الخبر غير السعيد).. وهكذا ؛ إن حذفت من كمبيوترك (أو حتى هاتفك الذكي) ملفات قديمة وصعب عليك إيجادها يتطلب الأمر استعانتك بخبير محترف يبحث عنها بطريقة يدوية رغم احتمال تشوهها وتداخلها مع محتويات أخرى!! .. وهذا بخصوص جهازك الخاص.

أما في عالم النت فهناك نوعان من فقد الملفات المحتملة : الأول: فقد قدرتك على الدخول للموقع (بسبب إضاعة رقمك السري مثلا) وهذه لم تعد مشكلة كون الأمر لا يتطلب سوى إتباع إجراءات فقد الرقمي السري أو التواصل مع الشركة المالكة للموقع إن فشلت في ذلك.

أما النوع الثاني فهو قيامك أنت أو القائمون على الموقع بحذف ملفاتك عمدا أو سهوا وحالة كهذه تعتمد على سياسة الشركة وقدرتها وأحيانا رغبتها في مساعدتك (فهي أيضا مثل كمبيوترك الشخصي لا تفقد الملفات ولكن تفقد صلتها بها)!!

أما بخصوص الإيميل فلا تختلف طرق استعادة ملفاتك المحذوفة عن الحالات والإجراءات السابقة خصوصا رغبة الشركة على مساعدتك (وللمزيد حول هذا الموضوع ابحث في النت عن مقال بعنوان: ماذا يحدث لبريدك الإلكتروني بعد وفاتك؟)

وكل هذا أيها السادة يعني باختصار أنه لا شيء يُفقد في عالم الكمبيوتر أو فضاء الإنترنت.. صحيح أنه قد يضيع بين الركام، أو تنساه أنت بمرور الأيام، ولكنه يظل متداولا على الشبكة أو ربما هاجعا في رسيفر ما لسنوات طويلة بعد وفاتك!! وهذه الحقيقة المفزعة لا تترك أمامنا سوى خيارين:

الأول انتزاع قرصك الصلب وتهشيمه بمطرقة أكثر صلابة.

والثاني الاحتفاظ بكمبيوتراتك القديمة تحت السرير كما أفعل أنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...