الجمعة، 30 أغسطس 2019

«كشف اللثام عن وفيات الأعلام»


اليوم كنت أتصفح كتاباً بنفس العنوان يستعرض فيه المؤلف (مأمون صافيا) حوادث الوفاة الغريبة التي تعرض لها بعض المشاهير والشخصيات المعروفة - يستحق بعضها أن يدخل كجزء ثانٍ لكتاب (وفيات الأعيان) للمؤرخ العربي ابن كلخان...

فعلى سبيل المثال توفى الأديب المصري صلاح عبدالصبور في سهرة أقيمت في منزل الشاعر عبدالمعطي حجازي إثر تعرضه لانتقاد من أحد الضيوف فلم يتحمل قلبه فمات في الحال!!

وتوفى الطبيب الشاعر إبراهيم ناجي (مؤلف الأطلال) وهو يكشف على مريض بالقلب حين توقف قلبه هو ومات فوق المريض!

وتوفي الكاتب السوري أديب نظمي حين خرج بكرسيه المتحرك لاستطلاع أخبار الثورة العربية فألقت عليه طائرة عثمانية قنبلة فقتلته.. وكانت القنبلة الوحيدة التي أسقطت في الحرب!!

أما المهندس وعالم الآثار المصري محمود أحمد فتوفي إثر محاولته اللحاق بالقطار حيث زلت قدمه بقشرة موزة فانزلق تحت العجلات ومات!!

وعلي الجارم شاعر وتربوي من الأزهر توفي أثناء إلقاء قصيدة من تأليفه في حفل تأبين المفكر محمود فهمي!!

ومحمود عزمي كاتب ورجل قانون مصري (ومؤلف موسوعة حقوق الإنسان) توفي من فرط الانفعال أثناء إلقائه خطبة في مجلس الأمن لتفنيد مزاعم اليهود في فلسطين!!

وكان العالم الإيطالي جاليبو جالبي يملي على تلميذه تورشيلي آخر نظرياته في تأثير المادة حين سكت فجأة وأغمض عينية لعله يتذكر.. فلم يفتحها أبداً!!

أما الشاعر اليوناني اخليليوس فمات إثر سقوط سلحفاة على رأسه أفلتها نسر من ارتفاع شاهق!!

وكان البابا بولس الثاني معروفاً بنهمه للطعام، ومع ذلك توفي بسبب سوء هضم إثر تناوله.. قطعة بطيخ صغيرة!

أما العالم الروماني بليني الأكبر فمات اختناقاً بسبب إصراره على مراقبة ثوران بركان فيزوف عن كثب!!

وبعده بألف وست مئة عام توفي مواطنه الإيطالي مانفريد ويستيالا إثر تطلعه إلى السماء لمراقبة النيازك فكان له ما أراد.. إذ سقط عليه نيزك فمات!!

ومن المعروف أن العالمة البولندية ماري كوري نالت جائزة نوبل مرتين لاكتشافها مادتي البولونيوم والراديوم المشعتين.. غير أن تعرضها المستمر لهاتين المادتين تسبب في وفاتها بالإشعاع الذري (علماً انهما تستعملان حاليا لمكافحة الأورام الخبيثة)!

أما رائد الفضاء الروسي يوري جاجارين فتوفي إثر خطأ بسيط تسبب في انفجار طائرته وهي على الأرض - علماً أن جاجارين كان أول رجل يصعد إلى الفضاء ويلف حول الأرض عدة مرات..

وكانت الروائية الإنجليزية فرجينا وولف تخشى أن تصاب كأمها بانهيار عصبي.. وللتخلص من هذا الهاجس أغرقت نفسها عمدا!

والوفاة الأخيرة تذكرني بقصة الفلاحة سوسن برعي (التي بعثتها كرسالة للمشتركين بخدمة جوال حول العالم) والتي كانت تعمل في الحقل في يوم شديد الحرارة. وبعد أن شربت من "القلة" لاحظت وجود نمل فيها فأصيبت بذعر شديد. وبسرعة عادت إلى المنزل وتناولت قليلا من مبيد النمل السام فماتت في الحال!!

.. الموت حادثة محزنة بلا شك؛ ولكن حدوثها بطريقة مميزة يخفف مأساة سردها ويضمن لصاحبها طول البقاء.

أعني؛ من سمع قبل اليوم بوجود شاعر يوناني يدعى اخليليوس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...