الخميس، 29 أغسطس 2019

عشرة أسباب لهجر تويتر والفيسبوك


هل حان الوقت لمغادرة الفيسبوك وعقد هدنة مع تويتر؟

هذا هو السؤال الذي طرحته كعنوان رئيسي في مقال نشر قبل ايام قليلة .. فبعد فترة طويلة من استخدامهما هل آن الأوان لأخذ استراحة منهما وحساب نتائج استمرارك فيهما؟

فإن لم تكن إعلاميا أو صاحب انتاج أدبي أو حتى صاحب مؤسسة ترغب بالترويج لمنتجاتك فلن تجني من بقائك فيهما أكثر من الغيبة والنميمة وإضاعة الوقت والخوض في اللغو والشائعات!!

لا يمكنني طبعا إصدار حكم جازم أو مطلق أو أدعي جدية هذا الطلب ممن يستفيدون منهما فعلا ولكن بالنسبة لعامة الناس يمكنني تقديم أكثر من عشرة أسباب تكفي لهجر تويتر ومقاطعة الفيسبوك (أو على الأقل تخفيض نسبة دخولهما):

فالسبب الأول أنهما ببساطة "مضيعة للوقت" يستقطعان من عمرك وجهدك دون مردود حقيقي او ايجابي.. والأسوأ من هذا احتمال إدمانك عليهما فتصبح مشغولا بمتابعتهما حتى أثناء وجودك بين أقربائك وأفراد عائلتك!!

والثاني: أنهما لايستقطعان من وقتك فقط؛ بل ومن فرصة استفادتك من الانترنت وكمبيوترك الشخصي لانجاز أعمالك وتطوير ذاتك ورفع مستوى ثقافتك .. وكثيرا ما أقول لأطفالي: لو أنني (حين أجلس للكمبيوتر) أفتح اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي لما كتبت مقالا في اليوم!

والثالث: أنهما يبرزان الوجه السيئ والشرير للناس بسبب ميزة التخفي خلفهما.. فمستوى البذاءة والشتائم والسطحية التي نلمسها في هذين الموقعين لم تكن لتظهر لو تقابل الناس وجها لوجه حيث تسود اللباقة في التعامل والمجاملة في الكلام...

والرابع: أن اشتراكك فيهما يعني مشاركتك في محتواهما.. ومشاركتك في محتواهما يعني قبولك طواعية التخلي عن أسرارك الشخصية وبياناتك الفردية.. ولأنها تظل في عالم النت الى الأبد، لا تضمن ارتدادها عليك مستقبلا بشكل سيئ!!

والخامس: ان اشتراكك فيهما يعني إضافتك لمحتواهما السلبي أو خوضك في اللغو والشائعات وأعراض الناس.. وفي أحسن الحالات لن تسلم من إعادة نشر ما يختلقه ويفبركه الآخرون (وكنا نخوض مع الخائضين)...

والسادس: أن معظم من تعتقد أنهم أصدقاؤك على النت هم في الحقيقة أشخاص لا تعرفهم فعلا.. أشخاص أما يحبونك ولكنك للأسف لا تراهم ولا تستطيع الالتقاء بهم، أو يكرهونك ويعادونك من وراء حجاب .. فلماذا تحمل همهم أصلا!!

والسابع: أن طبيعتنا المحافظة (التي ساهمت بتخفي ملايين السعوديين خلف تويتر والفيسبوك) هي ما يدفعك لنشر أفكارك وآرائك من خلال هذين الموقعين.. ولكن لاحظ أن نشرها أمام العامة وبهذه الطريقة غير المنضبطة قد يعرضك لمشكلة غير متوقعة (بسبب مشاركتك برأي جريء أو تصريح مشين أو حتى تسريب آراء ووثائق تخص الآخرين...)

والثامن: أن مواقع التواصل الاجتماعي ليست بريئة أو مسالمة كما تتصور.. فهي تستغل بيانات المستخدمين وتبيعها لجهات تجارية أخرى (فالفيسبوك وتويتر يملكان حاليا معلومات عن مواطني العالم تفوق ما تملكه مخابرات العالم مجتمعه)!!

والتاسع: أن العيش بسعادة يقتضي التقليل من عوامل القلق والهم والانشغال الدائم.. وهذه العناصر بالذات تقدمها لك يوميا مواقع التواصل الاجتماعي (وليسأل كل منكم نفسه: هل ارتفع أم انخفض مستوى قلقي منذ تعرفت عليها؟)...

أما السبب العاشر والأخير: فهو أن الفيسبوك وتويتر وانستجرام والواتساب وجوجل بلس وبرامج الكيك جميعها (كما قال أحد المشايخ) صناديق مغلقة إن لم تفتح في الدنيا، ستفتح في الآخرة وتلقاها كتاباً منشوراً!!

ان لم تقنعك كل هذه الأسباب فحاول على الأقل خفض نسبة دخولك إليها من جهة ورفع نسبة تقيدك ببروتوكول التعامل الذي شرحته في المقال السابق من جهة أخرى.. أما إن اعتقدت أنها غير صحيحة (بالكامل) فهذا مؤشر على وصولك لحالة إدمان الكتروني، وتطرف افتراضي، وانعزال عن العالم الواقعي... وليخبرنا المدمن بتجربته...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...