الخميس، 29 أغسطس 2019

هل حان الوقت لمغادرة الفيسبوك وعقد هدنة مع تويتر؟


يقولون إننا من أكثر أمم الأرض استخداماً لهذين الموقعين..

وأنا أقول انظر إلى محتوانا ومستوى نقاشاتنا ثم توارى خجلاً غفر الله لي ولك !!

أنا شخصياً لم أحب أي منهما ومع هذا لم أكن غافلاً عن منافعهما في إيصال أفكاري والتواصل مع قرائي وأحبابي..

لم أكن غافلاً عن أهميتهما بالنسبة لعملي (ككاتب وإعلامي) ولكنني قررت مبكراً عدم الخوض في أي جدل بيزنطي أو نقاش سطحي أو شتائم تلتحف بعباءة النقد..

كنت على قناعة بأن المحتوى الجيد يسوق نفسه بنفسه، وأن الفكرة النافعة يتكفل الناس بنشرها نيابة عن كاتبها في حين يتلاشى ماعدا ذلك قبل حلول المساء....

ومن حسن الحظ نجح هذا "البروتوكول" في جذب أكثر من 110 آلاف متابع في تويتر و27 ألفاً في الفيسبوك (دون الحاجة لشراء المتابعين، إو إثارة الساذجين، أو جرح المؤمنين بمختلف تياراتهم)..

أصبحت سعيداً بامتلاك نخبة من المؤدبين وصفوة من المثقفين كون البذيء والسطحي لم يعد يتابعني منذ وقت طويل...

أما بالنسبة لك أنت؛ فحان الوقت كي تطرح على نفسك مجموعة من الأسئلة المهمة بخصوص الفيسبوك وتويتر:

ماذا استفدت منهما إلى الآن؟

ماذا حصلت على أكثر من الشتيمة والغيبة وحرق الأعصاب وفبركة الشائعات؟

كم سراً لك انكشف؟ وكم صديقاً منك غضب؟ وكم ذنباً عليك سجل؟ وكم حالة قلق سببها لك الفيسبوك وتويتر؟

... في مايو الماضي قالت أوبرا لطلاب هارفارد في المسرح الرئيسي للجامعة:

"الحياة أمامكم كبيرة فعليكم الابتعاد عن الفيسبوك ومواقع التواصل الأخرى

والخروج إلى الناس للتعرف عليهم ومناقشتهم وجها لوجه"...

فالفيسبوك وتويتر ساهما في قوقعة الشباب في أمريكا ورؤية الآخرين كحسابات شخصية تستقر في مكان ما على النت.. وإن كان هذا ماتقوله أوبرا في أمريكا فماذا نقول نحن الأكثر انطوائية بطبيعتنا والأقل حرية في بيئتنا والأكثر تسرعاً في الحكم على الأغراب...

ومع هذا كله؛ لا أطالب ولا أتوقع اختفاء مواقع التواصل الاجتماعي من حياتنا الحديثة، ولكنني أتساءل فقط إن كان الجميع يحتاجون فعلا لإنشاء حسابات فيها؟..

أتساءل إن كان الجميع يستخدمونها بالطريقة الصحيحة أو الوسيلة التي ابتكرت من أجلها؟

إن كانت حسناتها بالنسبة إليك تفوق سيئاتها؟ أو إن كانت منافعها بالنسبة لعملك تستحق الجهد الذي تبذله فيها؟

إن كان الجواب (لا) فخذها نصيحة وأغلق حساباتك فيها..

وإن كان الجواب (نعم) فاصنع لنفسك "خطة عمل" و "بروتوكلات تعامل" تعفيك من البذاءة والسطحية وإضاعة الوقت..

أما إن كنت حائراً بين (لا) و (نعم) فخذ مؤقتاً إجازة من الفيسبوك، وأعقد هدنة من تويتر واخرج لمقابلة أصدقائك الحقيقيين...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...