السبت، 31 أغسطس 2019

لماذا لا يعيش الرجال طويلاً؟


منذ زمن طويل لاحظت أن الجدات يعشن لفترة أطول من الأجداد.. واليوم تثبت الاحصائيات أن متوسط عمر المرأة في السعودية يلامس ال77 عاما في حين يبلغ متوسط عمر الرجل 72 عاما..

وهذه الظاهرة ليست قاصرة على مجتمعنا فقط بل ملاحظة في جميع دول العالم.. وقبل كتابتي لهذا المقال أردت التأكد من هذه المفارقة فعمدت الى مراجعة "متوسط" العمر في مختلف القارات فوجدت التالي:

في أوروبا يبلغ متوسط عمر الرجال 77 عاما والنساء 83

وفي أمريكا الشمالية متوسط عمر الرجال 75 عاما والنساء 78

وفي أمريكا الجنوبية الرجال 73 عاما والنساء 79

وفي قارة آسيا متوسط عمر الرجال 75 والنساء 87

وبوجه عام؛ من بين أكبر "عشرة" معمرين في العالم هناك "تسع" نساء يتمتعن بصحة جيدة والعاشر رجل ياباني يعاني من الخرف وسوء الحال (لمعرفة التفاصيل راجع مقالا قديما بعنوان: المبالغة أكبر معمر في التاريخ) !!

.. وطالما اتفقنا على هذه الحقيقة دعونا نراجع أسباب عيشنا نحن الرجال أقل من النساء، ونحاول حفظا على كرامتنا تدارك الأخطاء التي تسبب انتقالنا للآخرة في عمر مبكر:

فنحن الرجال نموت قبل النساء لأننا ببساطة أكثر عنفا وتهورا وغرورا وامتلاكا لعادات صحية سيئة ناهيك عن وجود أسباب جنسية وبيولوجية وجينية سنأتي على ذكرها لاحقا!!

.. فالرجال مثلا يموتون بنسبة أكبر في المعارك وأعمال العنف بل ولا يترددون بقتل بعضهم البعض بسبب النساء كما فعل أول قاتل بأول ضحية من أبناء آدم عليه السلام!

.. كما أن الرجال يموتون بنسبة أكبر في حوادث السيارات والمنافسات العنيفة والتحديات القاتلة. فحوادث الانتحار تنتشر بين الرجال أكثر من النساء بأربعة أضعاف.. وفي حوادث السيارات يموت الرجال بنسبة أكثر بكثير من النساء (اللواتي ثبت أنهن الأقل تهورا والأكثر تقيدا بقوانين المرور في جميع المجتمعات)!

أضف لهذا أن النساء أكثر اهتماما بصحتهن والابتعاد عن العوامل الخطيرة والمُنقصة للعمر؛ فهن مثلا أقل من الرجال بنسبة التدخين واستهلاك الكحول وإدمان المخدرات والممارسات الجنسية الخطيرة (وليس أدل على هذا من أن صناعة الدعارة في جميع المجتمعات موجهة للرجال فقط)!!

أما مشكلة الرجل الحقيقية فتكمن في أن غروره الذكوري وتصرفه البطولي يمنعانه من التفكير بشكل منطقي فيرتفع بذلك احتمال موته ونجاة الضحية.. ولهذا السبب يموت الرجال بسبب الأعاصير والفيضانات وضرب الصواعق أكثر من النساء بخمسة أضعاف (وفي المقابل هل سمعت يوما عن امرأة رمت نفسها في السيل لإنقاذ حياة انسان آخر)!؟

أيضا يجب أن نعترف أن الذكور يقترفون الجرائم ويعتدون على الغير ويخرجون عن القانون بنسبة أكبر من الإناث.. ولهذا السبب لا يتجاوز متوسط عمر رجال العصابات في أمريكا الأربعين عاما، وتجار المخدرات 56 عاما، في حين تفوق أعداد الذكور في سجون العالم أعداد الإناث بخمسة أضعاف!!

والنساء بوجه عام يملكن روحا مسالمة وحذرة وجانحة للوسطية أكثر من الرجال.. فهن نادرا ما يُنهين خلافاتهن بالعراك أو العنف أو استخدام الأسلحة.. كما لا تعميهن الوطنية والولاء عن أهمية السلامة وتقييم النتائج التالية.. فمعظم الرجال مثلا يؤيدون الحروب وخوض المعارك في حين تعارض النساء فكرة الاقتتال لحل أي مشكلة (ويحسبن بعقلانية النتائج المترتبة على الاقتتال من يُتم وترمل وفقد لمعيل الأسرة)!!

.. وكل هذا أيها السادة يثبت (وبالأرقام) أن العالم يمكن أن يكون أكثر استقرارا وتعقلا لو أدارته النساء !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...