في البداية اسمحوا لي بتهنئتكم بعيد الفطر المبارك أعادة الله عليكم وعلى من تحبون بالخير واليُمن والبركات.. وهي مناسبة أشكر فيها كل من تابعني وتحملني وأضاف لي وأقول له - ما أقول دائما لمتابعي على الانترنت - «نحن، بدونكم، ما نسوى»..
ولأننا في أيام عيد اخترت لكم اليوم قصة جميلة حدثت قبل ألف عام - أيام كنا أساتذه العالم في علم الرصد والفلك - فقبل 995 عاما تحديدا وضع العالم المسلم البيروني حسابات فلكية دقيقة لتحديد اتجاه مكة المكرمة بالنسبة لمدينة غزنة (عاصمة الغزنويين في أفغانستان).. وكانت حساباته - التي قصد منها أيضا تحديد أيام الصوم والأعياد في مكة وأفغانستان - قد تم توثيقها بشكل جيد من قبل السلطان محمد الغزنوي.
وبعد أن نسيت طوال قرون استعانت بها اليوم جامعة جون هوبكنز الأمريكية للتأكد من الفرضية القائلة بأن فترة اليوم (الحالية) زادت عما كانت عليه قبل ألف سنة.. أيام البيروني!!
ففي ثمانينيات القرن الماضي اتضح من دراسة الحلقات الكلسية للمرجان (التي تتكون منذ قرون) أن الأرض كانت تدور حول محورها في السنة الواحدة حوالي 428 مرة (بدلا من 365 مرة تشكل أيام السنة الحالية).. وتم ترجيح هذا الأمر من خلال تقرير مصور نشرته يؤكد حدوث انخفاضات تدريجية في سرعة دوران الأرض حول نفسها - وحول الشمس - بنسب طفيفة.
وكل هذه المقارنات تؤكد ازدياد فترة اليوم والعام بما يساوي انخفاض دوران الأرض حول محورها وحول الشمس!!
فجميعنا يعرف أن «اليوم» يساوي الزمن الذي يدور فيه الكوكب حول محوره، في حين تساوي «السنة» الزمن الذي يدور فيه حول الشمس.
غير أن أن تأثير الجاذبية المتبادل بين الأرض والأجرام القريبة (كالشمس، والقمر، والكواكب... الخ) يخفض بالتدريج من سرعة التفاف الأرض حول محورها - ودورانها حول الشمس.. كما ثبت ان الجاذبية الكونية تخفف من سرعة دوران الأرض حول نفسها - وحول الشمس - على المدى طويل.. أضف لهذا يتضخم حجم الأرض نفسها باستمرار نتيجة استقطابها المستمر للشهب والنيازك والغبار الكوني - والسمنة كما نعرف تسبب بطء الحركة!!
وكما تصح هذه الفرضية بخصوص ما سيحدث في المستقبل تصح أيضا بخصوص ما حصل في الماضي - وما وصلنا اليه اليوم.
بمعنى.. طالما ثبت فعلا ان الجاذبية الكونية تخفف من سرعة دوران الأرض (حول نفسها وحول الشمس) يصبح السؤال هو:
إلى أي حد كان اليوم والعام قصيرا في العصور القديمة؟
.. في الحقيقة هناك شواهد كثيرة (مثل التي تعرضنا لها في بداية المقال) تدل على أن فترة «اليوم الكامل» في العصور العتيقة لم تتجاوز العشر ساعات فقط.. أما بخصوص «السنة» فلو افترضنا أن دوران الأرض حول الشمس كان أسرع مرتين مما هو الآن فهذا يعني أن السنة في العصور القديمة كانت 183 يوما بدل 365 يوما حاليا!
ونتائج غريبة كهذه تجعلنا نتساءل إن كان قصر السنة في الماضي هو التعليل المناسب لطول الأعمار الذي تمتع بها أهل العصور القديمة (وتجاوزها حاجز الثلاث مئة والاربع مئة عام كما جاء في بعض الأحاديث والإسرائيليات)!؟
وكان الله في عون من سيصوم رمضان بعد ألفي عام من الآن!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق