الأربعاء، 7 أغسطس 2019

قبل وفاة الأرض


أيام الملك عبدالعزيز لم يكن سكان السعودية يتجاوزن سكان الرياض الآن!

وأيام جدي وجدك كان استهلاكنا للطاقة (من نفط وكهرباء) يساوي صفر تقريبا..

ومجرد المقارنة بين جيل الأجداد والأحفاد - وفي أي دولة تختارها - يوضح حجم الاستهلاك الكمي والنوعي الذي يستنزفه البشر هذه الأيام..

وفي حال أدخلنا العالم معنا.. وفي حال احتسبنا معدلات الاستهلاك وتضاعف البشر خلال المئتي عام التالية؛ يتوقع عدم كفاية موارد الأرض لأكثر من مئتي عام قادمة!!

فالنفط مثلا مُنتج تكون في باطن الأرض خلال (ملايين السنين من التراكم والتحلل) ثم أتينا نحن لنقطف ثمرته في أقل من قرن.. أما الغلاف الجوي فتكون منذ بليوني عام وها نحن اليوم نملؤه بالملوثات بحيث يصبح بعد قرنين غير قابل للاستنشاق.. وفي حين عملت الأشجار - منذ بدء الخليقة - على سحب ثاني أكسيد الكربون ومنحنا الأوكسجين انحسرت غابات العالم بشكل مخيف وتضاعفت رئات المتنفسين بشكل غير مسبوق!!

.. وحين تتأمل مثل هذه التداعيات ستكتشف أنه لم يعد أمامنا سوى خيارين للبقاء مستقبلا:

الأول: تخلي البشر عن جميع وسائل وتقنيات وترف العصر الحديث، والعودة الى عصر الأجداد حيث البساطة والشمس المزود الرئيسي للطاقة..

والثاني (الذي لم يعد خياليا على الاطلاق): البحث عن كوكب مثيل ومشابة للأرض ننتقل إليه قبل فوات الأوان!!

.. وأقول (مثيل ومشابه) لأن هناك بلايين الكواكب في هذا الكون.. غير أن البشر أنفسهم لا يستطيعون العيش على 99,99% منها لأسباب كثيرة ومتقاطعة (مثل عدم امتلاكها ماء وأوكسجين، أو لأنها أبرد وأسخن مما يجب، أو لأنها تتمتع بجاذبية أقوى أو أضعف من قدرتنا على التحمل، أو مكونة من غازات وبحار سامة)!!

واليوم يركز علماء الفلك ليس على اكتشاف الكواكب بعمومها، بل تلك التي تشبة الأرض في كل شيء وتملك سطحا صلبا وتقع في منطقة صالحة للعيش..

والمدهش أنه حتى عام 2001 لم تكن تقنيات الرصد قادرة على رصد أي كوكب خارج مجموعتنا الشمسية (حيث تمنع ذلك طبيعتها المظلمة وغير الاشعاعية).. غير أن الأمور تطورت بسرعة من ذلك الوقت لدرجة اكتشاف أكثر من 1242 كوكبا، تقع 58 منها فيما يسميه علماء الفلك "منطقة صالحة للسكن" أو Habitable Zone..

ورغم أننا (أقصد؛ أنهم) لم يعثروا حتى الآن على توأم للأرض، ولكن المطمئن أن عدد الكواكب الهائل في الكون - والذي يفوق حبات الرمال على شواطئ العالم - يبشر على الأقل بوجود سبع أرضين في هذا الكون الفسيح (حسب آيات وأحاديث كثيرة فصلتها في مقال سابق)!!

السؤال المهم هو:
هل ينجح البشر في الانتقال إلى أحد هذه "السبع" قبل صول كوكبنا الحالي لسن الشيخوخة والعجز الكامل!؟

وحين نصل إليها يا ترى هل ستكون (خالية) كما عثر آدم وحواء على كوكبنا الحالي أم مليئة ببشر مثلنا يرفضون مشاركتنا خشية تدمير كوكبهم هم!؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...