الخميس، 1 أغسطس 2019

EPIC نهاية الصحافة كما نعرفها


قبل أيام كنت أقرأ كتابا للصحفي الفرنسي برنارد بوليه بعنوان "نهاية الصحف ومستقبل الاعلام".

وأثناء حديثه عن ثورة الانترنت والإعلام الجديد استشهد بفيلم وثائقي قصير يدعى Epic 2014.

وبما أنني كنت أقرأ الكتاب أمام الكمبيوتر وضعت هذا الاسم في موقع اليوتيوب فوجدت نسخا كثيرة من الفيلم من بينها Epic 2015.

والفيلم أطلقه (روبن سالون) و(مات توماس) كمراجعة تاريخية ومستقبلية لوسائل الإعلام الجديد، وهو يعتمد في نصفه الأول على تطورات فعلية ظهرت من عام 1989 إلى 2004 (تاريخ إطلاق الفيلم) ثم تترتب الأحداث بعد ذلك بطريقة افتراضية وصولا لعام 2014 الذي يشهد نهاية الصحف والإعلام التقليدي وظهور نظام آلي لتوليد الأخبار وصياغتها دون تدخل البشر:

ففي عام 1989 يبتكر (بيرنرز لي) شبكة الانترنت العالمية!

وفي عام 1994 يظهر موقع أمازون كبداية للمتاجر الافتراضية الضخمة!

وفي عام 1998 يظهر محرك البحث الجبار جوجل!

ثم يتوالي ظهور المواقع والخدمات المدهشة حتى نصل الى عام 2004 الذي تقدم فيه جوجل خدمات نوعية كثيرة مثل بريدها الإلكتروني، وجوجل للخرائط، وفهرسة مكتبات العالم..!!

وبنهاية هذا العام ينتهي سالون وتوماس من استعراض أهم الأحداث والتطورات التي حدثت فعلا، ثم ينطلقان بطريقة افتراضية نحو المستقبل اعتمادا على معطيات من الحاضر.

ولأن بقية القائمة تعتمد على "التخمينات" لا نجد فيها أسماء مشهورة ظهرت بعد عام 2004 مثل اليوتيوب عام 2005 وتويتر عام 2006 وجوجل بلس العام الماضي!!

وهكذا يبدأ القسم الثاني من القائمة بمحاولة ميكروسوفت شراء موقع فرندستار عام 2005 وتقديم آبل جهاز WiFiPod الذي يسمح للمستخدمين بإرسال واستلام الرسائل في أي مكان.

وفي 2006 تقدم شركة جوجل منصة Google-Grid التي تقدم سعات تخزين لا محدودة وتسمح للمستخدمين بتنظيم ونشر معلوماتهم حسب الرغبة!

وفي عام 2007 تقدم شركة ميكروسوفت شبكة أخبار جماعية تنتظم تلقائيا بحسم الأهمية والشعبية وحجم المتابعين!!

وفي عام 2008 تندمج جوجل مع أمازون لصنع شركة افتراضية خارقة تدعى Googlezon تجمع بين قدرة جوجل على البحث والتخزين، وبين الكتب الرقمية والمعلومات الفردية التي تحتفظ بها أمازون لملايين الزبائن حول العالم!!

وفي عام 2010 تندلع حرب لاحتكار الأخبار بين شركة ميكروسوفت وGooglezon تنتهي بهزيمة الأولى.. وتتميز بعدم قدرة شبكات الأخبار التقليدية على خوضها أو المنافسة فيها!!

وفي 2011 تحاول صحيفة النيويورك تايمز مقاضاة Googlezon بتهمة اختراق حقوق النشر ولكن المحكمة العليا تبطل دعواها فتوجة بذلك صفحة قوية لآخر معاقل الإعلام التقليدي.

ثم يقفز بنا الفيلم الى عام 2014 حين تقدم Googlezon خدمة إخبارية مدهشة تطلق رصاصة الرحمة على صحيفة النيويورك تايمز العريقة وكافة الصحف الورقية الباقية في السوق.

هذه الخدمة تدعى اختصارا E.P.I.C وتتجاوز حدود الخيال العلمي كونها تمزج بين ملايين المعطيات والمشاركات والأفكار والمعلومات (بحيث تصنع في النهاية) الأخبار المهمة بنفسها وتقوم بفهرستها وصياغتها وبثها دون تدخل الإنسان أو الحاجة لصحفيين!!

أعزائي.. قبل سنوات كتبت مقالا حاولت فيه التنبؤ بآخر اختراعات البشر اخترت في نهايته (الآلات التي تفكر بذاتها).. واليوم؛ لو حاولنا التنبؤ بنهاية الصحافة والصحفيين فلن نجد أفضل من EPIC أو نظام توليد الأخبار الذاتي!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...