في الولايات المتحدة توجد قائمة رسمية ب(احتمالات الوفاة) التي قد يتعرض لها المواطن هناك خلال حياته؛ فهناك مثلًا:
احتمال من بين خمسة مواطنين لوفاته بأمراض الأوعية والشرايين.
واحتمال من بين (7) مواطنين لوفاته بالسرطان.
واحتمال من بين (23) لوفاته بالسكتة القلبية.
واحتمال من بين (36) لوفاته بحادثة عرضية.
واحتمال من بين (100) بحادث سيارة.
واحتمال من بين (121) بسبب الانتحار.
ويتراجع احتمال الوفاة كلما نزلنا أسفل القائمة حتى تنتهي بثلاثة احتمالات غريبة ومستبعدة هي:
احتمال من بين (147.717) لوفاته بسبب كلب شرس!
واحتمال من بين (200.000) لوفاته بسبب نيزك أو مذنب!!
واحتمال من بين (500.000) لوفاته بسبب تسونامي!!
ومن خلال هذه القائمة يدرك المواطن هناك خطورة أمراض القلب والسرطان - في حين توليها الجهات الصحية اهتماماً أعظم وميزانية أعلى ووعياً شعبياً أفضل.. وفي المقابل، تنخفض احتمالات الوفاة بالتدريج حتى نصل لمستويات قد لا تستحق أكثر من وعي الناس بوجودها (مثل سيئة الذكر انفلونزا الخنازير!!)
ففي حين يستحيل تحديد وفاة أي إنسان، يمكن بسهولة وضع (قائمة احتمالات عامة) وتحديد (نسبة خاصة) لتعرض المواطن للوفاة والسن المتوقعة لذلك.. والفرق بين الحالتين شاسع ولا يجب الخلط بينهما بدليل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "أعمار أمتي بين الستين الى السبعين".. فهذا الحديث لا يعني ضرورة الوفاة في هذا السن - أو عدم تعمير البعض لسن المائة - ولكنه يتحدث عن السن المحتملة و(المتوسط السائد) في أمة محمد!!
واليوم تثبت إحصائيات الوفيات أشياء كثيرة وعجيبة قد تساهم في رفع أو خفض احتمالات الوفاة لدى الناس؛ فقد ثبت مثلًا أن النحاف يعيشون أطول من السمان، وغير المدخنين اكثر من المدخنين، والمتزوجون اطول من العزاب؛ والطوال اكثر من القصار، وعشاق الاستقرار أكثر من هواة السفر..
كما اتضح ان النساء يعشن اطول من الرجال ؛ وسكان الجبال اكثر من السهول؛ وأهل القرى اكثر من المدن، وأفراد الدول المتقدمة اكثر من الدول المتخلفة، وسكان اليابان أكثر من أي دولة حول العالم!
وإذ أخذنا بعين الاعتبار كل هذه العوامل (وطبيعة المخاطر الخاصة) التي يتعرض لها الإنسان؛ يمكن تحديد الوقت المرجح لوفاته من خلال برامج اختبار تتفحص بدقة التفاصيل المؤثرة في صحة كل شخص على حدة..
وهي برامج تتضمن أسئلة كثيرة وضعت بناء على إحصائيات ودراسات ميدانية واسعة لمسببات الوفاة في كل مجتمع (مثل هل تعاني من أمراض خطيرة كالقلب، السرطان، وتليف الكبد.. هل تدخن أو تشرب الكحوليات؟... هل تقود بسرعة كبيرة؟ أو يتطلب عملك التعامل مع الأسلحة أو المعدات الثقيلة؟.. إلخ)
وقد تكون النتيجة أو العمر الذي يتنبأ فيه بوفاتك صاعقاً في البداية، ولكنه مفيد بالتأكيد لتدارك حالتك الصحية ورفع مستوى وعيك ومنحك فرصة العيش لوقت أطول..
وفي الحقيقة؛ يكفي أن تطلع على نوعية الأسئلة في اختبارات الموت لتكتشف بنفسك أبرز مسببات الوفاة في عمر مبكر!!
.. ويكفينا كبداية ربط حزام الأمان..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق