جرّب مشاهدة الأفلام الكوميدية لتكتشف نجاحها في تعديل مزاجك وإزالة حالة الاكتئاب التي تصيبك بين الحين والآخر .. ومؤخرا شاهدت فيلما لطيفا يجمع بين الكوميديا والخيال ويتحدث عن شاب في الخامسة والعشرين من عمره يدعى ستيف كريج يهوى تسلق الجبال واستكشاف المناطق الوعرة . وفي احد أيام الشتاء الباردة - وبينما كان في رحلة جبلية - هبت عليه عاصفة ثلجية طمرته تحتها.. ورغم جهود البحث المكثفة لم تعثر عليه فرق الانقاذ فعُد ميتا وترك خلفه طفلا لم يتجاوز سنته الأولى..
وبعد ستين عاما من اختفائه يعثر عليه احد المتسلقين وقد تجلد بالكامل.. وحين نقلوه الى المستشفى (داخل قالب من الجليد) دهش الاطباء حين اكتشفوا انه في حالة تجمد وسبات عميق اشبه بسبات السناجب تحت ثلوج القطبين . وبعد محاولات مضنية لتدفئته وتنشيط دورته الدموية عاد لحالته الطبيعية شابا مفعما بالقوة والحيوية كما كان حين طمره الجليد أول مرة ..
المفارقة هنا أنهم استدعوا ابنه الوحيد لاستلامه وقد اصبح شيخاً في الواحدة والستين في حين مايزال الأب في العشرينيات من عمره فقط . ورغم فارق السن الكبير إلا ان الابن (العجوز) سعد في البداية بعودة والده (الذي طالما حلم بعودته) ثم بدأ يغير رأيه بسبب تصرفاته الصبيانية وحرصه على مطاردة الفتيات وتجربة كل جديد وغريب في عالمنا المعاصر - وهنا تظهر المفارقات الكوميدية حين يحاول الابن العجوز تدارك تصرفات والده المراهق!!
... وغرابة الفكرة - ولعبها على حبل الزمن - ذكرتني بمسلسل تلفزيوني قديم يدعى الطبعة المبكرة (أو Early Edition) .. ورغم أن المسلسل بدا لي غبيا وساذجا إلا أنه يقوم بلا شك على فكرة جديدة ومميزة .. فبطريقة ما يجد البطل أمام منزله في كل صباح طبعة (يوم الغد) من صحيفة لوس انجلوس تايمز.. ولأنها تأتيه متقدمة بيوم كامل يقرأ فيها ماسيحصل في اليوم التالي ويحاول انقاذ الناس من الحوادث التي (سوف) يقعون فيها خلال 24 ساعة لا أكثر.. أما صديقه المقرب فيحاول دائما إقناعه باستغلال محتويات هذه الطبعة للمراهنة في سباقات الخيل (التي يعرف نتائجها مسبقاً من الصفحة الرياضية) أو الاستثمار في الأسهم (التي يعرف من الصفحة الاقتصادية متى ستهبط وتصعد) !!
.. وفي عام 2005 نال هذا المسلسل دعاية غير متوقعة حين قبضت السلطات الفيدرالية على مستثمر في بورصة نيويورك يدعى أندرو كاريسن بحجة التعامل غير النزيه في سوق الأسهم؛ فخلال ثلاثة أشهر فقط جمع كاريسن 45 مليون دولار من المتاجرة بأسهم كاسدة وغير متوقعة. وما لفت الأنظار اليه تصريحه الدائم بأنه من سكان المستقبل ويعمد (مثل مسلسل الطبعة المبكرة) لقراءة أعداد النيويورك تايمز التالية لمعرفة أي الشركات ستنجح وأيها ستفشل وبالتالي يتعامل مع أسهم البورصة على هذا الأساس!!
وبالطبع لم تصدق السلطات الفيدرالية هذا الإدعاء وتعتقد ان لكاريسن علاقات سرية مع الشركات المعنية تسرب له الأخبار بطريقة غير مشروعة...
الطريف أن ممثل الادعاء العام قال له (حينها): لن أصدق قصة حضورك من المستقبل إلا إذا أخبرتنا بمصير ابن لادن أو رئيس أمريكا القادم أو أفضل طريقة تعرفونها في المستقبل لعلاج مرض الايدز !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق