الأربعاء، 8 يناير 2020

هل يعودون بعد ملايين السنين؟


مخلوقات كثيرة عادت للحياة بعد سبات طووووويل..

فقبل فترة مثلا قرأت في مجلة ديسكفري أن العلماء الروس تمكنوا من استنبات بذور شجرة انقرضت قبل 32 ألف عام.. عثروا عليها متجمدة في سيبيريا فأعادوا تدفئتها وزراعتها بحسب مناخها القديم حتى أنبتت وظهر منها (كما رأيت في الصورة) زهور بيضاء جميلة!

وبهذا يكون العلماء الروس في المعهد القومي للبيولوجيا قد تفوقوا على العلماء الإسرائيليين الذين استنبتوا نخلة من بذور تجاوز عمرها ألفي عام.. وكانت هذه النخلة أحد ثلاثة بذور عثر عليها قبل خمسين عاما في قلعة محترقة جنوب فلسطين. ورغم أنها أهملت لأربعة عقود تالية وخزنت دون عناية في درجة حرارة الغرفة إلا أن عالمة نبات تدعى سارا شالون تمكنت (عام 2005) من استنبات بذرة واحدة نمت حاليا الى نخلة كاملة...

وكان البروفيسور الأميركي نيلون هيرستون قد تمكن من تفقيس بيضة كوبيبود (وهو نوع من قشريات البحيرات العذبة) يزيد عمرها على 350 عاما .. ففي أغسطس 1990 عثر فريق من جامعة كورنيل على بيضة يعود عمرها للقرن السابع عشر في قاع بحيرة بولهيد الاميركية.. وهذه البيضة بالذات مرت بظروف استثنائية منعتها من التفقيس في حينها وبقيت في أدراج المعامل حتى تمكن العلماء من تفقيسها بعد هجوع اندثرت خلاله دول وإمبراطوريات!

أما في اليابان فقام عالم الأحياء اتيشوا أوجارا (في نهاية الثمانينيات) بتجميد خمسة فئران في درجة 22 تحت الصفر.. وحينها لم يخبر أحدا ولم يستعمل أي تقنيات حفظ خاصة بل قام ببساطة برمي الفئران في ثلاجة "الأكاديمية اليابانية للعلوم".. وبعد خمسة عشر عاما اكتشف زملاؤه الفئران المتجمدة فقاموا باستخلاص عينات من سائلها المنوي المجمد وحقنوها في عدد من إناث الفئران الحية. وكانت النتيجة أن فارة واحدة من بين كل خمس حملت بطريقة اصطناعية وأنجبت بطريقة طبيعية من "أب" ميت!

.. كل هذه التجارب تشي بإمكانية استعادة الحياة (الهاجعة) من بذور وأصول وراثية شبه منقرضة.. وإذا أضفنا لتقنيات الحفظ والتجميد تقنيات الاستنساخ والتنشيط الوراثي يمكننا أن نتحدث فعلا عن إمكانية استعادة مخلوقات كثيرة منقرضة في المستقبل القريب.

لن يختلف الأمر كثيراً عما رأيناه في الحديقة الجوراسية حيث ينجح العلماء في استنساخ الديناصورات واعادتها للحياة ضمن حديقة ترفيهية ضخمة (من خلال استخراج مورثات الديناصورات المنقرضة المعروفة بDNA).. وحين ظهر الفيلم لأول مرة (عام 1993) اعتبر من قبيل الخيال العلمي؛ ولكن تقنية الاستنساخ تقدمت بعده بسرعة فتم استنساخ النعجة دوللي في اسكتلندا، ونمر تسمانيا في استراليا، في حين أمرت الحكومة الكورية الجنوبية بإيقاف استنساخ أول مرحلة لجنين بشري عام 2007..

والحقيقة؛ هي أن الأمر لا يحتاج إلا لتشريعات دولية وتقنيات غير اعتيادية لتفعيل آخر خطوة في استنساخ المورثات القديمة.. وفي حال كان الأصل الوراثي سليما لا يبدو مهماً في أي تاريخ عاش المخلوق المنقرض.. فقبل خمسة أعوام مثلا نجح العلماء الأميركان في استعادة بكتيريا ظلت خاملة لأكثر من 250 مليون عام (أي قبل ظهور الديناصورات ب25 مليون عام) كانت هاجعة داخل بلورة ملحية على عمق 564 مترا تحت الأرض!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...