الأربعاء، 8 يناير 2020

تأجلت وفاتهم حتى حين


تسوتومي ياماكاشي مواطن ياباني نجا من الموت حين ألقى الأميركان أول قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما (في السادس من أغسطس 1945).. وبسبب الحروق التي طالت جسده سافر إلى نجازاكي للعيش مع والدته فألقى الأميركان قنبلتهم الثانية على نجازاكي (بعد ثلاثة أيام) فنجا من الموت للمرة الثانية في حين ماتت والدته وعائلته بأكملها.. وقبل أيام فقط مات بشكل طبيعي عن عمر يقارب المئة عام بعد وفاة قائد الطائرة والمجرمين المسؤولين عن إلقاء القنبلتين!

وقصة ياماكاشي مجرد نموذج لقصص كثيرة ينجو فيها البعض من الموت بأعجوبة ويعيشون طويلا بعد الجلاد والضحايا وجميع الأقرباء من حولهم..

خذ كمثال آخر العجوز الألمانية "مارغو فولك" التي وصلت بدورها الى سن المئة رغم أنها كانت تعمل كمتذوقة طعام للزعيم الألماني "هتلر".. فقد كانت وظيفتها تذوق كل وجبة طعام قبل تقديمها إليه خشية أن تكون مسمومة أو ملوثة بالإشعاع.. وكانت بعد كل وجبة تتوقع الموت وتعيش فترة رعب حقيقية حتى يعلن طبيب هتلر الخاص خلو الوجبة من السم.. وبدأت "مارغو" في أداء وظيفتها حين كانت في الرابعة والعشرين في مطبخ "وكر الذئاب" المقر السري لهتلر وضباطه المخلصين. وخلال تلك الفترة شهدت محاولة اغتياله عام 1944 وانتحاره عام 1945 ولكنها اليوم ماتزال تعيش بصحة جيدة رغم وفاة جميع الذئاب!

أيضا هناك حارس غابات مشهور في أميركا يدعى روي سلفيان ضربته الصواعق سبع مرات ودخل كتاب جينيس للأرقام القياسية لهذا السبب.. المرة الأولى كانت عام 1942 وفقد بسببها أذنه اليسرى، والمرة الثانية عام1969 وفقد فيها حاجبيه وعينه اليمنى، والمرة الثالثة عام 1970 وشل فيها كتفه اليسرى، والمرة الرابعة عام 1972 واحترق فيها وجهه وكامل شعره، والخامسة عام 1973 حيث احترق شعره المستعار ونصفه العلوي، والسادسة عام 1976 حيث احترق قفاه وكامل ظهره، أما المرة السابعة فكانت في يونيو1977 حين أصيب بشلل خطير فتقاعد من عمله قسرا.. وفي إحدى ليالي 1983 مات بهدوء أثناء نومه في فراشه كما يموت البعير (.. وهو ما يذكرنا بمقولة خالد بن الوليد)!

... أيضا هناك صورة مشهورة للجراح البولندي زبينيو ريليغا التقطت عام1987 بعد انتهائه من أطول عملية لزراعة قلب (استغرقت 23 ساعة).. وفي هذه الصورة يظهر الدكتور ريليغا بعد انتهائه من العملية جالسا بقرب المريض يراقب شاشات النبض وقد بدت عليه علامات الإجهاد - في حين تساقطت الممرضات في زوايا الغرفة من التعب والإعياء.. المدهش أن الصورة التي رأيتها كان يحملها المريض نفسه الذي مايزال على قيد الحياة في حين مات الطبيب ريليغا بسكتة قلبية في مارس 2009 (ويمكنك مشاهدتها بإدخال اسم الطبيب في محرك غوغل)..

.. حين رأيت هذه الصورة لأول مرة في (الواتساب) رددت على صديقي محمد الجعيثن (الذي بعثها لي) بقول علي بن الجهم:

كم من عليل قد تخطاه الردى

فنجا ومات طبيبه والعُوّدُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...