الأربعاء، 8 يناير 2020

ابتكر قوانين الجذب الخاصة بك


دعني أسألك أولاً:

كم مرة فكرت بشيء (بقوة) أو رغبت فيه (بشدة) فتحقق لك فجأة؟

.. لعلك تحاول التذكر الآن..

هذه الظاهرة حدثت مع الجميع رغم أن معظمنا نسيها أو لا يتذكر منها سوى حادثة أو حادثتين...

فحين تفكر بشيء ما؛ وبقوة ما؛ يتحقق مستقبلاً بطريقة ما..

هذا ببساطة مايسمى بقانون الجذب (الذي أقترح عليك البحث عنه أيضاً في غوغل)..

قانون مدهش وآلية غامضة تحوّل أفكارنا إلى وقائع عند مستوى معين من التفكير والتركيز..

وحين تدرك هذه الحقيقة ولعلك الآن تذكرت الحوادث التي مرت بك سابقاً يمكنك استغلالها بشكل واعٍ وتطبيقها بشكل واعٍ ومقصود..

أنا شخصياً كلما فكرت بزيارة بلد ما (وغالباً ما أفكر بذلك قبل عام أو عامين) ألاحظ أن الأمور تتأقلم وتتجمع وتتسهل لتحقيق هذا الهدف.. حين صممت مثلاً كتابي الرابع "حول العالم في 80 مقالاً" وضعت على غلافه الخارجي صور المؤلف أمام معالم عالمية مشهورة (كسور الصين، وأوبرا سيدني، وبرج إيفل) وكنت أقول في نفسي دائماً لا ينقصني سوى صورة أمام "تاج محل" في الهند..

وهكذا بدأت أفكر كثيراً بزيارة الهند حتى تلقيت ذات يوم مكالمة من رجل أعمال تربطني به صداقة كبيرة عارضاً عليّ مرافقته إلى هناك.. صحيح أنني دفعت تذكرتي بنفسي.. وصحيح أنه عاد بعد أربعة أيام.. إلا أنني لم أكن لأذهب لولا دعوته التي امتدت (بالنسبة لي) لشهر كامل وانتهت بالتقاط 600 صورة لتاج محل.

وحين تعطل ظهور الكتاب بسبب إفلاس الدار التي أتعامل معها بدأت أفكر جدياً بزيارة أميركا اللاتينية (والبرازيل خصوصاً لالتقاط صورة أمام تمثال ريو دي جانيوري الشهير).. وذات يوم تلقيت اتصالاً من منظمة أغفند لحضور مؤتمرها في الأروغواي.. صحيح ان المؤتمر لم يستغرق سوى أربعة أيام.. وصحيح ان جميع الضيوف عادوا من الأروغواي؛ إلا أنني تجولت في أميركا اللاتينية لمدة شهر كامل والتقطت صوراً ليس فقط لتمثال ريو بل ولشلالات إجوازا أعظم أعجوبة طبيعية على وجه الأرض...

لن أوجع راسك بمزيد من الأمثلة كانتقالي لصحيفة الرياض أو زيارتي الثانية لليابان.. ولن أدعي أن بقاءك أنت بلا حراك سيحقق كل أحلامك.. ولكن الحقيقة هي أن الأشياء نفسها تبقى ساكنة بلا حراك حتى تفكر فيها أنت فتتحرك باتجاهك دون بقية الخلق..

لن أحاول التفلسف وإيجاد تفسير عقلاني لهذه الظاهرة؛ ولكنها حدثت لمعظم الناس بطريقة ما وقالوا في ذلك: "إذا طريت الذيب جهز العصا" و"اللي يخاف من الجني يطلع له" و"تفاءلوا بالخير تجدوه" و"ماتفكر به اليوم تصادفه غداً" (مثل برازيلي) "وحياتنا أفكار تنبت فوق الأرض" (مثل صيني).. ولا ننسى حديثاً يصب في نفس المعنى يقول فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا تمارضوا فتمرضوا فتموتوا)...

... وبناء على كل هذا؛ أقترح أن تبادر بابتكار قوانين الجذب الخاصة بك.. لن يضرك التفكير بكثرة وقوة بما ترغب بحصوله مستقبلاً.. يجب أن تفعل ذلك لأنك (حتى إن لم تصدق بقوانين الجذب) تحتاج إلى هدف مباشر وخطة واضحة لما يجب أن تكون عليه مستقبلاً!!

... أنا شخصياً واثق بأن ابني فيصل سيشتري ذات يوم مرسيدس فئة E كونه ينظر يومياً إلى صورتها المعلقة أمام مكتبه منذ سنوات.. وأثق من ذلك لأنه (حتى إن لم تصدق معه قوانين الجذب) يملك على الأقل "صورة" واضحة لما يريده مستقبلا..

وحين تملك أنت صورة واضحة لما تريده لاحقاً تنتقل تلقائياً لأهم قانون في النجاح (يتبناه حتى من يعارض قوانين الجذب): حدد أولوياتك مسبقاً واختر هدفاً واضحاً تريد تحقيقه مستقبلاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...