الأربعاء، 8 يناير 2020

بيننا اليوم من سيعيشون لقرن كامل


حاول علماء الأحياء وضع معادلات ونظريات تستنتج متوسط العمر الذي يفترض أن تصل إليه جميع الكائنات.. ولكن كلما وضعوا قاعدة لذلك وجدوا الإنسان يشذ عنها دون بقية المخلوقات!!

ومن المعادلات المشهورة في استنتاج متوسط أعمار المخلوقات ضرب العدد ستة (في) السن المحددة لاكتمال النمو؛ فالتمساح مثلاً يكتمل نموه خلال ثماني سنوات وبالتالي يبلغ متوسط عمره ثمانية وأربعين عاما (6×8=48) .. ووحيد القرن يكتمل نموه في سبع سنوات وبالتالي يعيش لاثنين وأربعين عاماً (6×7=42) .. وعليه يفترض أن يكون متوسط عمر الإنسان هو 108 أعوام (وذلك بضرب الرقم 6 في 18 عاماً هي سن اكتمال نموه).. غير أن هذا العمر نادراً ما يصدق على أرض الواقع وكان أقل من ذلك بكثير حتى مئة عام مضت!!

... أيضاً هناك قاعدة أخرى (وان كانت وصفية بوجه عام) تقول إنه كلما زاد حجم المخلوق وثقلت حركته كلما زاد حظه من العمر الطويل.. فحيوانات ضخمة وبطيئة كالفيل (60 عاماً) والحصان (35 عاماً) والجمل (30 عاماً) تعيش أطول من حيوانات صغيره وسريعة كالفأر (3 سنوات) والسنجاب (7 سنوات) والشحرور (11 سنة)..

ومع ذلك يلاحظ ان لهذه القاعدة استثناءات كثيرة لأن حيوانات ضئيلة كالببغاء تعمر لمئة عام، والسلحفاة لمئة وعشرين عاماً، وبعض الأسماك إلى ثلاث مئة عام.. أضف لذلك أن حجم الإنسان أقل كثيراً من حجم الفيل ومع ذلك يعيش لعمر أطول!!

وهناك قاعدة ثالثة تقول إن الحيوانات التي تخفق قلوبها بشكل أسرع تعيش لعمر أقصر والتي تخفق قلوبها بشكل أبطأ تعيش لوقت أطول.. فقلب الفيل مثلاً يخفق 30 مرة فى الدقيقة ويعيش لستين عاماً وأكثر؛ فى حين ان حيواناً أصغر منه كثيراً كالزبابة (وليس الذبابة) يخفق قلبه 1320 مرة ولا يعيش أكثر من عام واحد.

... وكما قلنا سابقاً؛ الإنسان هو الوحيد الذى يشذ عن أي قاعدة لتحديد عمره الأقصى.. فلو حاولنا تطبيق العلاقة الأخيرة (طول العمر بضربات القلب أو مرات التنفس) لأصبح عمر الإنسان لا يتجاوز الخامسة والعشرين؛ وهذا بالطبع يتنافى مع الواقع ويضطرنا لاستثنائه مجدداً من أي محاوله من هذا النوع..

المدهش فعلاً أن متوسط عمر الإنسان يتقدم بتقدم وعيه الصحي والرعاية الطبية التي يتلقاها.. وليس أدل على هذا من الارتفاع المضطرد في متوسط عمر الإنسان خلال القرن العشرين في الدول التي حظيت شعوبها برعاية صحية متقدمة (كما سنرى في المقال التالي)..

وأنا شخصياً؛ ليس لدي أدنى شك بأن متوسط أعمار البشر سيصل قبل نهاية هذا القرن إلى 100 عام، وأن معظم من ولدوا هذا العام 2015 سيحظون بفرصة أكبر للعيش قرناً كاملاً حتى 2115!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...