الخميس، 2 يناير 2020

الطب خلال الخمسين عاماً القادمة


إعادة إنماء الأعضاء المقطوعة حلم يسعى الأطباء لتحقيقه قبل منتصف هذا القرن من خلال تنشيط جينات النمو الخاصة بكل عضو (كما يفعل البرعص حين يقطع ذيله أو سمندل الماء حين تقطع يده فتعود للنمو من جديد)..

وحتى إن لم يفلح العلماء فى تحقيق هذا الهدف ستصبح المزاوجة بين جسم الإنسان والأطراف الإلكترونية أمراً شائعاً بحيث يصبح الإنسان البيوني (أو الخليط بين البشر والآلة) حقيقة تمشي في كل مكان!!

وكلا الإنجازين مجرد نموذج لإنجازات طبية عظيمة ستظهر خلال الخمسين عاماً القادمة أو ظهرت إرهاصاتها بالفعل وسيستفيد منها معظم من ولدوا هذه الأيام.. إذ سيتم مثلاً القضاء على 90% من الأمراض السرطانية، واكتشاف دواء فعال للإيدز، وستشيع حبة منع الحمل للرجال، وستنجح العمليات الجراحية فى إزالة 90% من أسباب العمى، وستختفي النظارات نهائياً وستبقى العدسات لتصحيح شتى الاختلالات البصرية..

.. والحقيقة هي أن أعظم إنجاز طبي أمكن تحقيقه ولكن لم يتم استغلاله بالكامل هو تحديد وظائف الجينات الوراثية وعزل جينات الأمراض التى تتوارثها الأجيال. وكان الانتهاء من عمل خريطة لكامل جينات الجسم إنجازاً مهد السبيل للقضاء على العديد من الأمراض الوراثية ويبشر بظهور أجيال خالية من أمراض كالسكري والتقزم وضعف البصر.. بل حتى ومن السلوكيات الإجرامية ذات العلاقة العضوية..

.. ومن الإنجازات التي تهم أكبر عدد من الناس اكتشاف دواء فعال وناجح للربو والحساسية ونزلات البرد والزكام والإيدز الأمر الذي سيحقق حلماً ظل دائماً (صعباً/سهلاً)، (قريباً/بعيداً) من أيدي الأطباء..

.. كما سيتم حل مشكلة السكر نهائياً عن طريق زراعة خلايا تنتج الأنسولين في البنكرياس أو على الأقل ستتوفر في الصيدليات كبسولات سنوية تزرعها بنفسك تحت الجلد تفرز الأنسولين بطريقة الكترونية منتظمة تريحك من عناء المتابعة اليومية.

.. وسيتم نهائياً الاستغناء عن العمليات المفتوحة (بما فيها الخياطة)، وسيصبح جميع الأطباء على درجة عالية من المهارة والخبرة في استعمال الجراحة المنظارية.. وهكذا لا يترك الأطباء سوى ندبة صغيرة بحجم الإظفر الأمر الذي يؤدي أيضا إلى سرعة الشفاء والحد من المضاعفات الجانبية..

.. وبمناسبة الحديث عن العمليات الجراحية نذكر بأن تقنيات الجراحة الميكروسكوبية الحالية ستتيح للجراحين إدخال "عربات" بالكاد ترى بالعين المجردة إلى عروق المريض كما رأينا في الفيلم الخيالي الرحلة المعجزة بهدف تدمير ورم خبيث أو إزالة انسداد بالشرايين أو حتى توصيل عقار فعال إلى مكان محدد في الجسم!!

.. أيضاً سيتم الاعتماد أكثر وأكثر على الطب الاتصالي بين المراكز الطبية فى أنحاء المعمورة عن طريق الكمبيوتر والأقمار الفضائية الأمر الذى يهيئ تبادلاً أكثر للخبرات بين الأطباء. وانتشار هذه التقنية سيتيح للفرد العادي، وبمجهوده الخاص الحصول على استشارات طبية متقدمة من دول شتى.. وهو لم يبارح منزله..

.. ولعل أعجب مافي المستقبل (وبدأنا نراه اليوم فعلاً) النجاح في إنتاج أعضاء بشرية كاملة في المعامل كالقلوب، والأكباد، والأذان، والأثداء، والجلود وذلك من خلال التوسع في استعمال التكنولوجيا الحيوية وزراعة خلايا مأخوذة من جسم المريض ثم إعادة تثبيتها مكان العضو المريض أو "النص عمر"!

.. إذاً؛ كل ما عليك فعله الآن ربط حزام الأمان والبقاء بكامل صحتك حتى نهاية القرن!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...