الأحد، 5 يناير 2020

فرضيات ملتهبة


الحرائق الغامضة (والمجهولة المصدر) ظاهرة عالمية تم رصدها في أماكن كثيرة حول العالم.. في آخر مقال ضربت أمثلة على حدوثها في إيطاليا وتشيلي والهند والمدينة المنورة ..

وفي الولايات المتحدة هناك واقعة شهيرة حدثت لعائلة مزارع يدعى ويلي جاك من ولاية الينوي تحولت الى فيلم سينمائي.. فقد بدأ أفراد العائلة يلاحظون بقعا بنية غامقة تظهر على ورق الحائط. وبمرور الايام اخذت تزداد سخونة وانتشارا حتى بدأ بعضها بالاشتعال. وقد عجزت دائرة الإطفاء والعلماء من جامعة شيكاغو عن إيجاد تفسير لها. ومع مرور الأيام أصبح اندلاع النيران متكررا ومتقارباً الأمر الذي جعل الجيران يتطوعون للمبيت في المنزل، وبيد كل منهم دلو ماء.. أحد المهندسين المتقاعدين كتب رسالة الى صحيفة شيكاغو بوست ادعى فيها أن بقع النار سببها موجات كهرومغناطيسية مكثفة صادرة من القاعدة الجوية القريبة..

وهذا التفسير يذكرنا بالتقرير الذي خرجت به جامعة نابولي (بخصوص الحرائق الغامضة التي اندلعت في بلدة كانيتو الايطالية عام2007) حيث ادعت أنها نتيجة نبضات كهرومغناطيسية صادرة من القاعدة الأميركية المجاورة لمدينة نابولي (واستشهدت باحتراق مفاتيح الكهرباء وتدمير الدوائر الإلكترونية داخل الأجهزة الكهربائية)!

.. غير أن أستاذاً في علم النفس من جامعة شيكاغو يدعى فنسنت جيدايز ألف كتابا استعرض فيه حوادث مماثلة حول العالم.. وفي هذا الكتاب قدم فرضية غريبة مفادها أن النيران الغامضة سببها وجود أطفال في المنزل يملكون طاقة عصبية هائلة تتم ترجمتها كبقع ساخنة.. وقد ادعى صراحة أنه توصل الى هذا الاستنتاج بعد علاجه لابنة المزارع الصغرى وينيت واكتشف امتلاكها طاقة عالية تترجمها بلا قصد الى طاقة حرارية تشعل النيران في الأماكن القابلة للاشتعال (وهذا التفسير العجيب أوحى لاحقا للمخرج ستيفن كنج بتصوير فيلم شيق يدعى مشعل النيران تدور قصته حول فتاة صغيرة تملك قوة خارقة تجعلها تشعل النيران في أي شيء تركز بصرها عليه)!

.. وحين رأيت شخصيا فيلما وثائقيا عن كانيتو الايطالية تذكرت فورا ظاهرة مشابهة خصصت لها مقالا قديما بعنوان: مضاد المادة هل يفسر هذه الظاهرة؟ .. وفي هذه الظاهرة يحدث احتراق ذاتي لجسم الإنسان بصورة مفاجئة وبدون مصدر خارجي للنار. وكثيراً ما يكون الاحتراق نابعا من الجسم ذاته تحوله بسرعة (كله او جزء منه) إلى فحم ورماد..

المدهش أكثر أنه في حال بقي شيء من جسد الضحية تظل ملابسه سليمة لا يطالها الاحتراق.. كما لم يحدث أبداً أن امتدت النار إلى الستائر أو أثاث المنزل أو سببت حريقا كبيرا (كدليل ان مصدر النار يبرز من داخل الجسم ذاته كعود كبريت يشتعل بقوة ثم ينتهي في مكانه فجأة)..

ورغم ندرة هذه الحوادث إلا أنها معروفة في مجتمعات عديدة حول العالم.. ومع نهاية القرن العشرين أصبح هناك 250 حالة مؤكدة على الأقل من بينها حالات حدثت لأطفال رضع شهدها مستشفى برمنجهام في أغسطس 1974..

وفي حين تبنيت شخصيا فكرة تصادم الجزيئات المضادة في المادة (حيث تملك جزيئات المواد أضدادا تخالفها في الشحنة متى ما التقت بها أطلقت كمية هائلة ومفاجئة من الطاقة).. ويعتقد فريق آخر أنها نتيجة تجارب غامضة أو تقنيات سرية أو تركيزات كهرومغناطيسية (تشبه مايحدث في الميكروويف حين تضع فيه مادة قابلة للاحتراق) مازال هناك من يعتقد أنها من أفعال الجن والشياطين والأرواح الشريرة أو ضحايا وصلت ذنوبهم حدها الأقصى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...