الأربعاء، 8 يناير 2020

طبيب المستقبل.. إلكتروني!


أعظم تقدم طبي شهدناه في السنوات الأخيرة لم يكون علاجاً للسرطان أو لقاحا للإيدز أو شفاءً من السكر؛ بل ظهور أعداد هائلة من البرامج الطبية الإلكترونية التي يمكن تحميلها على جوالاتنا وكمبيوتراتنا المحمولة..

برامج لا تقيس فقط نبضنا وضغطنا وسعراتنا الحرارية بل وقادرة على تشخيص أمراضنا الشائعة ووصف علاجات لها.. وهذا ينبئ بأن الكمبيوترات والجوالات ستكون قريباً مسؤولة عن تشخيص معظم الأمراض وإسداء معظم النصائح الطبية وستسعى الشركات المنتجة لها لمنحها حق صرف الأدوية رسمياً.. وسيتم هذا بشكل أسرع وأكثر فعالية من معظم الأطباء كونها ستملك إمكانيات خارقة تفوق قدرات البشر بأشواط.. فهي مثلاً ستتمتع بذاكرة خارقة وقدرة استيعاب هائلة للمعلومات والتخصصات الطبية وهو ما يصعب على أي طبيب الإحاطة به هذه الأيام..

· وستعمل انطلاقاً من بروتوكولات عالمية اتفق عليها أفضل الأطباء في مجالهم بحيث تتجاوز فوضى التشخيصات وتعدد الآراء الطبية..

كما ستنجز التحاليل المطلوبة بسرعة كبيرة بحيث يستطيع المريض قبل ان يقوم من كرسيه تلقي تقرير كامل ونهائي حول وضعه الصحي..

وستملك القدرة على التعلم وتطوير ذاتها من خلال مراجعة الحالات التى تم تشخيصها واعتماد الناجح منها كمرجع للحالات المشابهة..!!

أضف لهذا أنها سترتبط (عبر النت) بالمراكز العالمية المتقدمة الأمر الذى سيوفر لها خبرات طبية ومراجع معرفية تفوق الخيال..

وفي الحقيقة؛ جزء كبير من هذه التنبؤات واقع حالياً ويعتبر حجر الأساس لما سنشهده مستقبلاً.. وأكثر الكمبيوترات الطبية حداثة هذه الأيام يدعى كيومير ويضم معلومات عن اكثر من5770 مرضا شائعا ويمكنه التمييز بين الأعراض المتشابهة للأمراض المعروفة. ففور تزويده بالأعراض والتحاليل المطلوبة يعطى تقريراً سريعاً عن حالة المريض وتشخيص المرض ويصف الدواء المناسب. وهو في أسوأ الأحوال يعطي قائمة بالأمراض المحتملة الأمر الذى يسهل على الطبيب اختيار أقربها للصحة (كما تمنحك لوحة المفاتيح قائمة بالكلمات الأقرب للمعنى بمجرد البدء بكتابة أول حرف فيها)..

... وحتى تأخذ تلك الأجهزة دورها كاملاً لا ننسى انها تقوم حالياً بخدمات مهمة فى غرف العمليات ومعامل التحليل وتبادل الخبرات عبر الأقمار الصناعية.. ورغم اعترافي بتطورها السريع ستبقى بالتأكيد عاجزة عن مجاراة الذكاء البشري واتخاذ القرارات الصعبة وسيبقى الطبيب التقليدي الموجه الأساسي لعملها. فحال الطبيب مع هذه الأجهزة لن يختلف كثيراً عن حال المترجم مع القواميس الإلكترونية، أو المحاسب مع الآلة الحاسبة، أو قائد الطائرة مع الطيار الآلي، أو الكاتب مع برامج تنسيق النصوص.. ولكن المؤكد أنها ستأخذ دوراً كبيراً في حياتنا وأن ما من طبيب سيجرؤ مستقبلاً على تجاهلها أو عدم استشارتها وإلا حكم على نفسه بقصور القدرة وتخلف المعلومة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...