لماذا لا تمشي كالوزغ على السقف، أو تصعد لحافة الفضاء بطائرة مقاتلة، أو تشاهد ولادة زرافة وحوت ضخم، أو تنزل لأعمق حفرة حفرها الإنسان، أو تساهم في البحث عن مخلوقات أخرى في الكون، أو ربما تصبح الماسة بعد وفاتك ترتديها زوجتك أو إحدى بناتك ...... !!
وهذه كلها مجرد "عينة" من اقتراحات علمية جريئة نشرتها مجلة نيوساينتست للعلوم رداً على استطلاع أجرته بين العلماء حول أفضل التجارب التي تمنحنا تجربة حياة (لا تنسى) . وقد فاق عدد الاقتراحات المقدمة "الأربعمائة اقتراح" اختير منها مائة فقط نشرت في كتيب بعنوان 100 شيء تفعلها قبل وفاتك !!
وقد تجاوب مع استطلاع المجلة عدد من العلماء المشهورين قدموا اقتراحات يدخل معظمها ضمن قدرات الشخص العادي . فعالم الفيزياء بول دايفيز مثلا اقترح تجربة انعدام الوزن (التي يمكن للشخص العادي تحقيقها باستئجار طائرة خاصة تهبط بطريقة مفاجئة).. واقترح رائد الفضاء باتريك مور المشاركة في البحث عن مخلوقات فضائية ذكية (بربط كمبيوترك الشخصي بالتلسكوب الراديوي الضخم في بورتوريكو) .. أما عالمة الأعصاب سوزان جارفيلد فاقترحت استنساخ قطتك الأليفة ب35 ألف جنيه فقط أو خداع حواسك بارتداء أجهزة خاصة تنقلك لعوالم غريبة ومختلفة.. كما يمكنك البحث في سر الرقم 137 (الذي يظهر بكثرة في المعادلات الخارقة) أو الفوز بسبع ملايين دولار لحل سبع معادلات معقدة ، أو المشاركة في ولادة مخلوق جديد (إن لم يكن طفلك أو طفلتك فبرشوة أحد العاملين في حدائق الحيوان لرؤية الزرافة أثناء ولادتها)!!
... أيضا هناك تجارب كثيرة (نعتقد) أنها صعبة أو تتطلب تقنيات معقدة مثل رسم شفرتنا الوراثية باستعمال الماء المالح والكاميرا، أو قياس سرعة الضوء بوضع قطعة شوكلاتة داخل الميكروييف ومراقبة زمن ذوبانها .. كما يمكننا تجربة شعور الوزغ في السير على الجدران والأسقف باستعمال "شفاطات" جديدة تلبسها في قدميك ويديك ، أو شم قليل من غاز الهوليوم ليتحول صوتك مؤقتا لصوت طفل صغير (وإن ظهر لي كصوت ميكي ماوس) !!
.. وفي المقابل هناك اقتراحات كثيرة تتطلب رحلات سياحية مكلفة قد لاتتوفر للشخص العادي، فعلى سبيل المثال يمكنك الذهاب لروسيا والصعود الى حافة الفضاء (باستئجار طائرة مييج معدلة) أو زيارة استراليا والسير بطريقة غير قانونية فوق أقدم خطوات متحجرة (تركتها الديناصورات قبل ملايين السنين) أو زيارة جنوب افريقيا ليس لرؤية كأس العالم بل للنزول الى أعمق منجم حفره إنسان، أو زيارة الإكوادور والصعود فوق أعلى قمة بركانية في العالم، ومن هناك قد تفضل الذهاب للقطب الجنوبي والاسترخاء في برك طبيعية ساخنة بين ثلوج القطب الباردة ..
.. الطريف أن عنوان الكتاب يعد بتجربة هذه الأشياء (قبل وفاتك) في حين يتضمن أشياء كثيرة يمكن فعلها (بعد وفاتك) ؛ إذ يمكن مثلا تحويل رماد الميت إلى قطعة ألماس اصطناعية، أو التبرع بجثته الى معامل شركات السيارات (حيث تجرى تجارب الاصطدام على جثث حقيقية ساهمت في إنقاذ ملايين الناس) .. كما يمكنك التبرع بجسدك لمزرعة الجثث في جامعة تينسي للتعرف على كيفية تحلل الأجساد في ظروف مختلفة، أو ربما توصي بتجليد جسدك لقرن أو قرنين أو تحويله الى مومياء تعمر لعدة قرون!!
... بصراحة .. قد لا يتاح لمعظمنا تجربة شيء من هذه الاقتراحات لا قبل وفاته ولا بعدها ولكنني على ثقة بأن حياة بعضنا (وخصوصا صغار السن) ستتغير بشكل كبير بعد رؤية أو تجربة أي حدث عظيم في هذه القائمة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق