الثلاثاء، 30 يوليو 2019

قبل أن تصدق نيوتن


قبل أربعة أعوام كتبتُ مقالًا عن تنبؤ شعب المايا بانتهاء العالم في هذه السنة الجديدة (يمكنك العثور عليه في الانترنت تحت عنوان: عام 2012 التالي).. ورغم أنني لم أتحدث حينها من موقع التأكيد أو التأييد إلا أن المقال حقق انتشارا كبيرا لم أنل منه سوى الاتهام والنقد ناهيك عن لقاء غير مدفوع في قناة العربية!

واليوم؛ بما أننا دخلنا فعلا في عام 2012 يسعدني نفي هذه النبوءة وطمأنتكم بعيش معظمنا لسنوات عديدة قادمة.. غير أنني في نفس الوقت لا أضمن بأن نبوءة المايا ستكون (آخر حلقة) من سلسلة نبوءات تاريخية فشلت جميعها في توقع نهاية العالم.. فجميع الشعوب والثقافات والأمم بما فيها أمة الإسلام تملك نبوءات وتواريخ ينتهي العالم على إثرها بطريقة مفاجئة لسبب من الأسباب.. ومن يراجع كتب الصحاح بحيادية وتجرد يجد فيها أحاديث كثيرة توحي بقيام القيامة وانتهاء العالم حتى قبل اكتمال القرن الأول الهجري (وهي أحاديث رغم سلامتها من حيث شروط الصحة والسند قد لا تكون صحيحة من حيث نسبتها الى المصطفى صلى الله عليه وسلم)...

أما في الثقافتين المسيحية واليهودية فلا أكاد أحصي عدد النبوءات التي ظهرت بهذا الخصوص ويعتمد معظمها على نصوص من التوراة والانجيل:


وأقدم ما أعرفه بهذا الخصوص يعود الى 70 عاما من صلب المسيح حين أعلن رابي جوز (أحد المناضلين المسيحيين ضد الامبراطورية الرومانية) أن العالم سينتهي في عام 130 !!


ويبدو أنه صعب على القديس كليمن الأول انتظار هذا التاريخ فأعلن في عام 90 أن العالم سينتهي بعد عشرة أعوام "في مطلع القرن القادم"!!


وتستمر نبوءات القساوسة والحاخامات حتى نصل الى عام 900 حين انتشرت قناعة بأن العالم سينتهي بنهاية الألفية الأولى اعتمادا على نص مقدس يدعي أن الشيطان سيحل وثاقه من جهنم بعد "ألف سنة"!!


وحين انتهت الألفية الأولى (في عام 1000) دون حدوث شيء ظهرت نبوءات تصحيحية أجلت نهاية العالم الى الألفية الثانية (وتحديدا عام 2000) !!!


وبين الألفية الأولى والثانية ظهرت ادعاءات كثيرة أكثرها شهرة التنبؤ بنهاية العالم في عام 1306 و 1300 و 1881 و 1520 و 1890 ...


وحين اندلعت الحرب العالمية الأولى عام 1914 توقع البعض انتهاء العالم بسببها.. ثم تكرر نفس الادعاء حين قامت الحرب العالمية الثانية في عقد الأربعينيات من القرن العشرين!!


وفي عام 1967 احتل اليهود القدس واعتبره المتدينون من الطرفين تهيئة لنزول المسيح المنتظر وقيادته لآخر معارك التاريخ ضد الكافرين (... وهم نحن؛ في هذه الحالة)!!


وحين اقترب عام 2000 تذكر البعض تأجيل نبوءة عام 1000 فسافر كثير منهم الى القدس بانتظار النزول الثاني للسيد المسيح والانجراف معه إلى السماء (ومعظمنا يتذكر هذه الفترة)!!


ولكن للمرة الألف مر عام 2000 دون أن ينتهي العالم (أو حتى يضطرب بسبب دودة الألفية الإلكترونية) فبدأ البعض يلتفت الى نبوءة المايا التي تدعي أن الدنيا تستغرق 13عصرا ينتهي آخرها في (هذه السنة تحديدا)!

... أما الحقيقة أعزائي فهي أن أي باحث في التاريخ يمكنه العثور دائما على "نبوءة قادمة" أو تالية لعصره الحالي..

ولإثبات هذه الحقيقة سأتكفل نيابة عنكم ب(التنبؤ) بالنبوءة التي ستظهر بعد انقضاء عام 2012 بسلام .. مستعدون:

... سينتهي العالم في عام 2060 بناء على معادلات رياضية

وضعها أعظم عالم في تاريخ البشرية (كما وصفته مجلة التايم الأمريكية)..

فقبل وفاته بفترة بسيطة أعلن العالم الإنجليزي اسحق نيوتن مكتشف الجاذبية وقوانين الحركة أن حساباته "الدقيقة" تؤكد انتهاء العالم في هذا التاريخ بسبب اضطراب شامل سيصيب كواكب المجموعة الشمسية!!

... ولكن .. قبل أن تصدق اسحق نيوتن تذكر قوله تعالى «عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ»...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...