الثلاثاء، 23 يوليو 2019

إذا زلزلت الأرض زلزالها


قرأت قبل أيام (في مجلة Live Science) نتائج استفتاء يفيد بأن 44% من الأمريكان يعتقدون أن الكوارث الطبيعية المتتالية نذير بانتهاء الدنيا وإشارة لانتهاء الحياة على كوكب الأرض.

وكنت قبلها بيومين قد قرأت تقريرا يفيد بأن 56% من الأمريكان يؤمنون بأن الله يتحكم بالكوارث التي تحدث للبشر فوق سطح الأرض وهي نسبة أكبر بكثير ممن يعتقدون نفس الشيء في بريطانيا 11% وتشيكا 4% فقط.

وفي كل مرة أقرأ فيها شيئا بهذا الخصوص لا أستطيع تجاهل أحاديث نبوية كثيرة تصب في نفس المعنى وتؤكد حتمية وقوع تغيرات مناخية مرعبة في آخر الزمن.. فهناك مثلا حديث للمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول فيه "تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة حتى يأتي الرجل الى القوم فيقول من صعق تلكم الغداة فيقولون صعق فلان وفلان" وقوله "لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطر عامّا ولا تنبت الأرض شيئا" وقوله "لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب" وكذلك "لا تقوم الساعة حتى يكون الولد غيظا (أي يأتي بما يغيظ) والمطر قيضا (أي قليلا من شدة القيض والحرارة).

أيضا جاء من علامات آخر الزمان كثرة الزلازل والخسف حيث قال: "لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل" وفي حديث آخر "وقوع ثلاثة خسوف عظيمة في الشرق والغرب وفي جزيرة العرب".. كما جاء عن عائشة رضي الله عنها قولها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخر الزمان خسف ومسخ وقذف، فقلت: يارسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث". وحين زلزلت المدينة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل عائشة عن السبب فقالت: (كثرت الذنوب) فقال عمر: (والله لئن عادت فزلزلت لا أساكنكم فيها).

وجميع هذه الأحاديث وغيرها كثير أصبحت تطابق ما نراه هذه الأيام من كثرة التقلبات المناخية والكوارث الجيولوجية المتتالية.

وكانت منظمة البيئة العالمية قد أصدرت قبل فترة تقريرا جاء فيه أن عدد الكوارث الطبيعية بين عامي 1950 و1959 كان (20) ثم ارتفع بين عامي 1960 و1969 الى (25) ثم ارتفع بين عامي 1970 و1979 الى (50) ثم الى (63) بين عامي 1980 و1989 و(90) كارثة طبيعية بين عامي 1990 و1999 و(94) من عام 2000 وحتى الآن.. وهذه الأرقام تشمل الأعاصير والفيضانات والزلازل والخسف والانهيارات الأرضية (وإن كان هناك من يعيد ارتفاعها الى تقنيات الرصد الحديثة التي أصبحت قادرة على رصد أصغر الكوارث فوق سطح الأرض)!

على أي حال، يكاد معظم الخبراء يتفقون على أن "التلوث الصناعي" هو المسئول الأول عن معظم الكوارث الطبيعية.. فهناك ترابط ملحوظ بين تلوث الأجواء وارتفاع درجة الحرارة على كوكب الأرض (بسبب ما يعرف بظاهرة البيوت الزجاجية).. وحين ترتفع حرارة الكوكب تختل الموازين المناخية فيرتفع منسوب البحار وتزيد نسبة الأعاصير وتحدث فيضانات ويسود الجفاف مناطق معروفة بخصوبتها.. فارتفاع قدره ثلاث درجات مثلا يضيف للبحر كميات هائلة من مياه القطبين الذائبة ويتسبب بغرق جزر ومدن ساحلية كثيرة حول العالم.. وحين يحدث هذا سيغرق (غرب جدة) بمياه البحر كما غرق شرقها بسبب السيول مرات عديدة!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...