الأحد، 28 يوليو 2019

لماذا لا يمرضون ؟


هل خطر ببالك هذا السؤال من قبل؟

هل لاحظت أن حولك أشخاصا لا يمرضون فعلا؟

هل تعرف أن هذه الفئة تعمر لسن متقدمة جدا؟

... خطر ببالي هذا المقال بعد أن شاهدت لثالث مرة فيلما بعنوان "غير قابل للكسر" أو Unbreakable

وتدور القصة حول شخصين؛ الأول مريض وهش وقابل للكسر (بمعنى الكلمة) والثاني سليم ومعافى ولم يمرض يوما في حياته .. الأول يدعى إليجا مصاب بمرض وراثي نادر يتسبب بهشاشة العظام وقابليتها للكسر لأدنى سبب، في حين يدعى الثاني ديفيد ويتمتع بجسم مقاوم للأمراض وحظ مذهل أتاح له النجاة من حوادث كثيرة توفي فيها الجميع...

ولأن الأول شبة مقعد ويصدق بوجود الأبطال الخارقين (من نوعية سوبرمان والرجل العنكبوت) يبحث في عالم الواقع عمن تتوفر فيه شروط البطل الحقيقي.. وحين يعثر على ديفيد يحاول اقناعه بأنه بطل حقيقي خلقه الله بمواصفات استثنائية خارقة / مقابل أشخاص يعانون مثله من العجز والمرض وهشاشة الجسد...

ورغم انتهاء الفيلم بتأكيد جنون الأول وعدم تمتع الثاني بأي مواهب خارقة إلا أنه نجح بنظري في لفت انتباه الناس الى قضيتين مهمتين:

= الأولى: أن من يعانون من حوادث كسر مستمرة قد يكونوا مصابين بهذا المرض دون علمهم/ ويدعى طبيا (Osteogenesis Imperfecta-TYPE 1)

= والثاني: أن هناك في المقابل أشخاصا يتمتعون بمناعة قوية وصحة دائمة ولا يمرضون أبدا/ رغم امتلاك بعضهم عادات سيئة كالتدخين والسمنة وعدم ممارسة الرياضة!!

... والفرق بين الرجلين يخبرنا بأهم عاملين يمكنهما الإجابة على التساؤلات التي بدأنا بها المقال؛ هما: العامل الوراثي، والتمتع بجهاز مناعة قوي..

فمن لا يمرض البعض أبدا أو نادرا يتمتع غالبا بمناعة قوية تتيح له مقاومة شتى أنواع الميكروبات والجراثيم والفيروسات المسببة للأمراض (تماما مثل سمكة القرش التي لا تمرض أبدا لهذا السبب).. وفي نفس الوقت قد تولد هذه الفئة بمحصلة وراثية جيدة بحيث لا يحملون أي مرض وراثي أو عجز دائم يصعب علاجه مثل إليجا المجنون!!

... ولأن هذين العاملين (قدرا مكتوبا) يصعب التحكم بهما ؛ سأخبركم بإختصار عن أهم خمسة عوامل (يمكننا التحكم بها) للحد من فرصة إصابتنا بالأمراض:

1 فالعامل الأول هو نظافة الجسم واليدين والأنف والفم.. فالنظافة تزيل أيضا الميكروبات الضارة وبالتالي تخفض نسبة إصابتنا بالمرض (خصوصا اليدين المسؤولة عن تناقل 90% من الجراثيم، والأنف الفم كونهما المدخل الرئيسي للجسم)!!

2 كما أن تحاشي مواقع التلوث في الأماكن العامة (كالمستشفيات والمطارات ومواقع التجمعات) وتعقيم الأدوات التي نستعملها بالمنزل (كطاولة المطبخ ومقابض الأبواب وصنابيرالمياه) تلعب دورا موازيا ومشابها!

3 وفي المقابل هناك دراسات كثيرة تؤكد إمكانية رفع كفاءة جهاز المناعة لدينا من خلال الاستحمام بالماء البارد، والعيش بالمناطق المرتفعة، وتناول الحبة السوداء، ومضادات الأكسدة (كالشاي الأخضروالفلفل الأحمروفيتامين E)

4 كما يجب التنبة للعوامل النفسية التي من شأنها إمراضنا والتقصير من أعمارنا مثل التوتر والغضب والقلق والشك بإصابتنا بالأمراض ذاتها (بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: لا تمارضوا فتمرضوا ولا تحفروا قبوركم فتموتوا).. وفي المقابل هناك عوامل ايجابية ومفيدة للصحة مثل التفاؤل والقناعة وتوقع الأفضل والتمتع بمعنويات عالية وصحبة أشخاص تحبهم فعلا!

5 وبوجة عام تعلم العيش (بطريقة صحية) تشمل تناول الخضروات بكثرة والنوم لفترة كافية ورفع معدل الحركة والتخلص من العادات السيئة كالتدخين والسمنة والكحول والوجبات السريعة... وإن كان لديك وقت أنصحك بالبحث في الانترنت عن مقال سابق بعنوان: أضف لحياتك 14عاماً!!

... وفي حال لم يناسبك كل هذا تذكر فقط قول الشاعر:

وكم مريضا تخطاه

الردى ومات طبيبه والعود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...