الخميس، 25 يوليو 2019

مَنْ يقتل مَنْ؟


في الدول المتقدمة توجد قائمة رسمية لأسباب الوفاة المرجحة في المجتمع (لو وضع مثلها لدينا لرجحت حوادث السيارات في المركز الأول)..

فبالنسبة للمواطن الأمريكي مثلا هناك:

احتمال من بين خمسة احتمالات لوفاته بأمراض الأوعية والشرايين.

واحتمال من بين (7) لوفاته بالسرطان.

واحتمال من بين (23) لوفاته بالسكتة القلبية.

واحتمال من بين (36) لوفاته بحادثة عرضية.

واحتمال من بين (100) بحادث سيارة.

واحتمال من بين (121) بسبب الانتحار.

ومن خلال هذه القائمة يدرك المواطن مثلا خطورة أمراض القلب والسرطان، كما تدرك الجهات الرسمية خطورتها على الصحة العامة فتوليها اهتماما أعظم وميزانية أعلى وتوعية شعبية أفضل!

أما على مستوى العالم فتفيد إحصائيات منظمة الصحة العالمية بأن أعظم خمسة أسباب لانتقالنا للآخرة هي أمراض القلب وحوادث السيارات والتدخين والأمراض المعدية وحوادث القتل والعنف. وفي حين لا تحتاج الأربع الأولى لشرح، يستحق السبب الخامس الحديث عنه بالتفصيل.

فهناك مثلا علاقة قوية بين جنس المجرم (ذكرا أم أنثى) ومعدل ونوعية الجرائم المرتكبة.. فالرجال هم الأكثر عنفا وتهورا ويتحملون مسؤولية 96% من مجموع التهم الجنائية، كما يشكلون النسبة الغالبة من الضحايا بحوالي 77% للذكور و23% للإناث!

أما بالنسبة للتوزيع العمري للجناة فلوحظ أن أكثر الفئات ارتكاباً للجرائم تتراوح أعمارهم بين 30 - 40 عاما، يليهم الفئة العمرية بين 20 - 29 عاما!

أما بالنسبة لأسلوب القتل فاتضح أن استخدام القوة البدنية المجردة هي الطريقة المفضلة للجناة الذكور لقتل الزوجات.. بصفة خاصة.

وبوجة عام، بفضل الجناة الذكور قتل ضحاياهم باستخدام الآلات الحادة كالسكاكين والفؤوس ثم إطلاق النار والخنق.. أما بالنسبة للنساء فيأتي دس السم في المركز الأول ثم استعمال المسدسات ثم أي وسيلة يمكنها القتل عن بعد!

أما توزيع الجناة حسب قرابتهم للمجني عليهم (وهذه مهمة جدا) فاتضح أن 86% من الجناة كانوا على معرفة وقرابة بضحاياهم منذ فترة طويلة ويبدو هذا بدهياً حيث تنتفي الحاجة لقتل انسان غريب بلا دافع عريق.

وبالنسبة للجناة الذكور اتضح أن قتل الزوجات يأتي في المركز الأول بنسبة 33% (وغالبا بسبب الغيرة أو التخلص من عشرة مؤلمة)، يلي ذلك قتل الأشقاء والشقيقات بنسبة 19% (بسبب خلافات مالية أو الشك في سلوك الشقيقة).. وفي المركز الأخير يأتي قتل أحد الوالدين بسبب حالة عقلية مضطربة أو للتخلص من ضغوط أسرية شديدة أو حتى لاستعجال الميراث!

وفي الحقيقة، النساء الجانيات لا يختلفن (بالنسبة للجرائم الموجهة ضد الأقرباء) عن الذكور كثيراً، فقد اتضح أن 71% من جرائمهن موجهة ضد أزواجهن الغافلين.. أم اللواتي يرتكبن جرائم ضد الأبناء فيعانين غالبا من حالات عقلية شاذة أو يخفن من انتشار فضيحة اكتشفها أحد الأبناء بالمصادفة!

وبدون شك مثل هذه الإحصائيات ومثل تلك الاحتمالات تفيد خبراء الصحة والجريمة في تقليل وفيات الأفراد في المجتمع بحيث لا تتبقى في النهاية غير شيخوخة مسالمة تتجاوز بنا سن التسعين أو المئة!

وقولوا يالله حسن الخاتمة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...