كم نسبة من يكذبون في حياتهم برأيك ؟
= وكم كذبة يطلق الانسان كل ساعة ويوم وعام؟
= وهل صحيح أن بعض المهن تقوم بطبيعتها على الكذب (كقطاع المبيعات والخدمات)!؟
= أو أن الحياة الزوجية لا تستقيم بين الزوجين بدون كذب ومواربة وإخفاء لبعض الحقائق!؟
= وبناء على الأجوبة التي تقدمها، هل ندخل جميعنا ضمن الحديث النبوي (...وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابا)؟!
... أنا شخصياً أعتقد أن الكذب جزء من شخصية الانسان وطريقة تأقلمه مع المجتمع. وفي حال أُخذ الحديث النبوي على إطلاقه (لن يسلم أحد) وسيدخل عامة الناس تحت مظلته.. لهذا السبب أرى أن المقصود بالحديث نية الكذب المسبقة - وليس الكذب بحد ذاته - حيث تفيد كلمة «يتحرى» معنى يتقصد ويتعمد مع سبق الاصرار والترصد (وليس الكذب بطريقة عفوية أو الخروج من مأزق طارئ/ كأن يسألك أحدهم لماذا لم تحضر زفاف شقيقي فتجيبه كان عندي ضيوف)..
والدليل على هذا أن الكذب بحد ذاته جائز في حال قصد به الخير أو اتقاء الشر أو تحقيق المعروف.. ويكاد الفقهاء يجمعون على جواز الكذب في مثل هذه المواقف اعتمادا على حديث متفق عليه عن كلثوم بنت عقبة التي قالت: سمعت رسول الله يقول (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا) وجاءت زيادة في رواية لمسلم قالت فيها (ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاث تعني الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها)..
وفي المقابل؛ يؤدي تحري الكذب إلى تبلور شخصية خبيثة تمتهن الكذب والنصب والخداع يمكن تميزها بسهولة عن بقية الناس.. فنحن نتساهل مع أكاذيب الناس العادية ولكننا نتخذ قدرا كبيرا من الحيطة والحذر أمام شخصية تمتهن الكذب وتتحراه لتحقيق أهداف شخصية دنيئة.
وبناء عليه قد يكون من المفيد تقسيم الكذب الى ألوان ومستويات تتدرج من (الأسود) حيث النية المسبقة الخديعة والغدر (والأحمر) لتحقيق منفعة شخصية (والرمادي) للخروج من مآزق الحياة المختلفة (والأخضر) بهدف الصلح والتوفيق وتأليف القلوب... وأخيرا (الأبيض) حيث تخرج الأكاذيب عفوية مع الأهل والأطفال بدون أي نية أو هدف...
ومع هذا يجب تحذيرك بأن جميع هذه الألوان تصبح محرجة عند كشفها - الأمر الذي قد يستدعي تدعيمها بأكاذيب ذات مستوى أعلى وأكثر خبثاً.. لهذا السبب لا أملك شخصيا موقفا مضادا أو معارضا (لكذبة ابريل) كونها الفرصة الوحيدة التي نكذب فيها (بشكل صادق) ويتقبلها الناس بابتسامة عريضة وقلوب مفتوحة.. ورغم أن أحداً لا يعرف سر اختيار هذا اليوم بالذات إلا أن أشهر الروايات تعود به الى عام 1851 حين تم اعتماد التقويم الجريجورى (الميلادي والشمسي الحالي) وأصبح الاحتفال بالسنة الجديدة هو الأول من شهر يناير.. غير أن هذا التعديل لم يقنع بعض الناس فاستمروا بالاحتفال برأس السنة حسب التقويم القديم في مطلع إبريل - وكان بعض الجيران في اسكتلندا يرسلون هدايا ساخرة لجيرانهم الذين يصرون على الاحتفال بالعام الجديد في إبريل.. ومن أبسط الحيل التي يقوم بها الناس هذه الأيام استيقاف أي صديق أو مار في الطريق ثم الإشارة إلى حذائه بأنه غير مربوط ، أو أن حبر القلم يسيل من جيبه فينظر مذعوراً قبل أن يدرك أنه تعرض لكذبة إبريل!!
... على أي حال:
التقويم الميلادي الحالي تم تعديله عام 1581 وليس1851 كما ذكر أعلاه !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق