الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019

الأمير سلمان عن قرب


من يعرفون الأمير سلمان عن قرب لن يجدوا شيئاً جديداً في مقال اليوم.. ولكن من لا يعرفونه إلا من خلال الصحف ووسائل الإعلام يجهلون تمتع سموه بمواهب وصفات شخصية لا يمكن إبرازها من خلال وسائل الإعلام..

وكنت قد حظيت بشرف التواجد في مجلسه الخاص أكثر من مرة خلال رحلته الأخيرة إلى الشرق وبالتالي ملاحظة تمتع سموه بخصال ومواهب لم أكن أعرفها كمعظم الناس:

فالأمير سلمان مثلاً يتمتع بذهن حاد وطاقة كبيرة ونشاط يحسده عليه الشباب.. يتضح هذا من ازدحام جدوله اليومي دون أن يفقد روحه المرحة أو ابتسامته الجميلة أو حضوره الجميل.. خذ كمثال يوم الخميس27/4/1435 حين تضمن جدوله في الهند سبع فعاليات رسمية بدأت بلقاء رئيس الجمهورية وانتهت بحفل عشاء أقامته السفارة (حضره السفراء العرب وعدد كبير من رجال السياسة والاقتصاد الهنود).. وبعد انتهاء حفل العشاء واعتقادي بحلول وقت الراحة، أتى من يهمس في أُذني "الأمير يريد أن يرانا في مجلسه الخاص بعد قليل"!!

... أضف لهذا يعد الأمير سلمان رجل إعلام من الطراز الأول ومتابعاً جيداً لشؤون السياسة والأحداث الدولية.. فهو يبدأ صباحه بقراءة أهم الصحف العربية والمحلية أثناء ذهابه للعمل، ويتلقى في نهايته تقارير مختصرة عن أهم الأحداث المحلية والعربية والعالمية.. سمعته يناقش رؤساء التحرير في أبرز ما نشرته صحفهم هذا اليوم ويوزع عليهم نسخاً منها في نفس الوقت الذي يتابع فيه الأحداث الآنية على القنوات الإخبارية.. ينصح دائما الوزراء والمسئولين بتقبل ما تنشره وسائل الإعلام بصدر رحب بل وشكرها على التنبيه لمواضع الخلل أو التواصل معها إن كان هناك ما يستوجب تصحيح النظرة وتعديل المفاهيم!

... أضف لهذا يتمتع سموه بمعرفة واسعة بشؤون القبائل والأنساب وتفاصيل الأحداث التاريخية.. رأيته أكثر من مرة إما يسأل أو يجيب عن تفاصيل لا يعرفها حتى أصحاب المنطقة ذاتها.. رأيته يسأل صديقاً من جيزان عن الفرق بين "جيزان" و "جازان" فعجز وعجزنا قبل أن يوضح سموه الفرق بينهما.. سمعته يمازح الطلاب في اليابان ويسألهم عن عائلاتهم وأنسابهم ثم يجيب بنفسه حين يلمس عجزهم عن الإجابة.. كان يسألنا شخصاً تلو الآخر عن مدننا وبلداتنا وقرانا الصغيرة ثم يقول "والآن من جمعنا على قلب رجل واحد لولا هذه الدولة المباركة؟".. لم يفته تنبهنا إلى أن أحداً لم يذكر الرياض كونها العاصمة التي تحتضن الجميع والبوتقة التي تختصر أطياف الوطن!!

... وبحسب رؤيته السياسية يؤمن الأمير سلمان بأن الاستقرار السياسي هو أصل النمو والازدهار في أي بلد.. ضرب أمثلة بدول كانت تتفوق على السعودية في معدلات النمو والرفاهية ودخل الفرد، ولكنها تراجعت هذه الأيام بسبب القلاقل والفتن والانقسامات الداخلية التي طالتها تحت مسميات شتى. كان سموه يقدر كثيراً ما يتم إنجازه محلياً ويعيد الفضل فيه لأبناء الوطن ولكنه لا يفوته التذكير بأن منجزاً "كهذا" لا يمكن أن يظهر في بلد يعاني من اضطراب أمني أو اختلاج سياسي..

كان شجاعاً في قوله: "جميعنا يخطئ ويصيب ولكن الثابت الوحيد هو شكر الله والحرص على وحدة البلاد" !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...