الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019

أذنك ماذا تقول عنك


قد يبدو البشر متشابهين من الخارج إلا أن كل فرد منهم يملك عشرات الخصائص أو (البصمات) التي تميزه حتى عن شقيقه التوأم.. لا نعرف من هذه الخصائص الفردية سوى بصمات الأصابع بينما هناك -على سبيل المثال لا الحصر- بصمة الصوت وشبكية العين وطريقة المشي واصطفاف الأسنان والشفرة الوراثية وصوان الأذن..

وفي الدول المتقدمة يتم اللجوء للبصمة المناسبة بحسب ظروف القضية التي قد لا تسمح أحيانا سوى بتفحص بقايا الدم، أو طقم الأسنان، أو تحليل بصمة الصوت من خلال الهاتف..

وما يجعل بصمة الأصابع هي الشائعة والمفضلة، بساطتها وقلة تكاليفها مقارنة بالتقنيات المتقدمة والمكلفة التي تتطلبها بقية البصمات.. أما في المركز الثاني -من حيث البساطة وقلة التكاليف- فتأتي بصمة الأذن التي قد لا تتطلب أكثر من تصوير الأذن من الخارج.. فلكل إنسان أذنا خارجية (أو صيوانا) يتشكل من خليط معقد من التعرجات والانحناءات والفراغات والأقواس. وتمازج هذه العناصر يعطي للأذن بصمة فريدة يستحيل أن تتشابه مع أي شخص آخر- وكانت من الوسائل التي فضحت كذب المرأة التي ادعت أنها ابنة نيوقولا الثاني آخر القياصرة الروس ووريثته الوحيدة!!

.. وهذا الموضوع ليس جديدا بالكامل كونه جزءًا من "فراسة الجسد" وطريقة قديمة لعلاج بعض الأمراض الباطنية.. فالصينيون مثلا اعتمدوا على وخز مناطق معينة في الأذن تقابل في شكلها الجنيني أعضاء الإنسان المريضة.. وقبل قرون طويلة وضعوا "خرائط" طبية توضح النقاط الواجب وخزها على الأذن لعلاج أمراض معينة. وهذه النقاط لا تتواجد بالضرورة في موقع العضو المريض نفسه (بمعنى) يمكن وخز الركبة لعلاج المعدة، أو وخز الجبهة لعلاج الرئة، أو وخز مؤخرة العنق لتخفيف احتقان الجيوب الأنفية..

وفي عام 1951 أعلن الطبيب الفرنسي نوجيه رام أن الأذن تضم نقاط وخز رديفة تؤثر على جميع أعضاء الجسد.. كما اكتشف أن شكل الأذن الجنيني يقابل فعلا الأعضاء المشابهة في جسم الإنسان ويدل عليها. واعتمادا على هذه الحقيقة ظهر نوع جديد من الطب البديل يدعى الطب الأذني (Auricular Therapy) يعتمد على وخز نقاط معينة في الأذن تؤثر على الأعضاء المريضة المقابلة..

وقبل أعوام قليلة قام الطبيب الألماني فالتر هرتنباخ بالبحث في أرشيف الصور الضخم الذي تحتفظ به شرطة ميونخ لكشف العلاقة بين (شكل الأذن) و(شخصية صاحبها). وكلما تعمق في البحث ازداد قناعة بوجود علاقة بين أذان البشر ومواهبهم وشخصياتهم المختلفة. وبناء على ملاحظاته ألف كتابا بعنوان "ماذا تقول الأذن" تضمن صورا لآذان مشاهير ومعروفين كنيلسون مانديلا وبابا الفاتيكان والرئيس بوش وجورباتشوف وعدد من نجوم الرياضة والسينما..!!

ويعترف الدكتور هرتنباخ أن مامن شيء يمكن أن يتكهن بمصير الانسان أو مستقبل حياته غير أن تحليل الأذن يساعدنا فقط على توقع شخصية المرء وميله لهذا السلوك أو ذاك.. ورغم أنني بدوري لا أؤمن بدقة الأحكام المقتبسة من معالم الجسم الخارجية إلا أنني أؤمن بوجود "علاقة جزئية" بين صوان الأذن والشخصية الإنسانية كجزء من الفراسة الخارجية.. وانظر حولك؛ فهي غير نادرة الوجود!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...