الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019

ماذا عن التلوث اللاسلكي؟


نسمع كثيراً عن التلوث الجوي، والبحري، والبيئي، والصناعي؛ ولكن هل سمع أحد عن التلوث اللاسلكي؟

لم أكتب هذا المقال بناء على مصدر يؤكد وجوده، ولكن منذ ظهر الهاتف الجوال ونحن نسمع عن مخاطره المحتملة على الأذن والدماغ واحتمال تسبب بالسرطان.. لا يمكنني الجزم حتى بصحة أو خطأ هذه المعلومة؛ ولكن المؤكد أننا أصبحنا نعيش داخل بحر متلاطم من الموجات الراديوية التي تخترق أدمغتنا صباح مساء!!

فنحن اليوم نعيش عصر تلوث لاسلكي خطير صادر عن كم هائل من أجهزة الإرسال والاتصال والحواسيب والهواتف والإرسال الفضائي.. والفرضيات التي كانت تثار حول أضرار الهواتف الخلوية على الدماغ لم تعد اليوم تساوي شيئا أمام أجهزة لا تقل عنه قوة و"راديوية" مثل الواي فاي وأبراج الضغط العالي وأجهزة التحكم عن بعد..

وكانت وكاله العقاقير الامريكية قد تلقت عدة تقارير عن حالات تسبب فيها التداخل اللاسلكي فى حوادث طبية خطيرة؛ ففي احدى المرات تسببت الموجات الصادرة عن بيجر طبيب فى تشغيل مشرط آلي فى جيب إحدى الممرضات، وفى حالة أخرى تعطلت تهوية الحاضنات بسبب الأمواج الصادرة من برج قريب.

وفي حادثه مشهورة توفي مريض بعد تعطل أجهزة إنعاش القلب فى سيارة إسعاف استعمل سائقها جهاز اتصال جديدا!!

وهذا يعني أنه - حتى في حال عدم وجود ارتباط بين الانسان والآلة - يتسبب التلوث الراديوي والانبعاث المغناطيسي بمشاكل محتملة بين الأجهزة ذاتها.. فالأمواج الكهرومغناطيسية الصادرة من هاتف نقال قد تتسبب في فتح باب جراج يتم التحكم به عن بعد. وفرن المياكروويف قد يعطل جهاز الرسيفر أو الكمبيوتر المحمول دون علمك.. والإشارات الصادرة من جهاز الآيباد أو اللابتوب قد تتداخل مع أجهزة الملاحة في الطائرة.. ومن المعتقد حاليا أن الانبعاثات الكهرومغناطيسية الصادرة من الأجهزة الكهربائية نجم عنها حوادث طيران بدت غامضة في حينها (مثل سقوط طائرة وزير التجارة الامريكى فوق البوسنة في عقد التسعينيات.. وتوقف أجهزة الملاحة في طائرة الرئيس التركي السابق سليمان ديميريل حين استعمل احد مرافقيه حاسبه الخاص)..

وفي الحقيقة ؛ قضية التداخل اللاسلكي بين الأجهزة الإلكترونية أمر معروف منذ زمن بعيد.. الجديد هو ازدياد كثافته ومدى تأثيره على صحة البشر. ومقابل كثرة الدراسات المتعلقة بالتداخل بين الأجهزة الإلكترونية (التي تتولاها الشركات المنتجة لصالحها) هناك قصور كبير في الأبحاث والدراسات المتعلقة بتأثير التلوث اللاسلكي على وضع الانسان الصحي والذهني وربما النفسي (فأنا شخصيا اشعر بعد كل مقال بصداع مميز، لا اعلم هل هو نتيجة توليد الأفكار أم بسبب الإشعاعات الصادرة عن الكمبيوتر الذى أكتب عليه)..

على أي حال ؛ أنا شخصيا لا أتوقع نتائج حميدة لكل تلك الموجات التى تخترق أجسادنا، أو تمر بأدمغتنا محملة بكل هذا القدر من الترداد والمعلومات والتفاهات التلفزيونية.. وما أراه مؤكدا أن عصر التلوث اللاسلكي بدأ فى غفلة من الزمن، وأن القطط اكتشفت قبلنا أضرار هذا التلوث الخفي..

(هل سبق وشاهدت قطه تنام فوق المايكروويف أو تسترخي قرب مصدر للكهرباء)!!؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...