الأربعاء، 4 سبتمبر 2019

كواكب الألماس


في عام 1998 اكتشف علماء الفلك كوكباً بحجم الأرض يتكون بشكل كامل من الألماس الخالص.. ورغم تساوي الحجم كان أثقل بكثير من الأرض ويطلق أطيافاً زرقاء وخضراء وصلت إلى الأرض من مسافة 11,5 مليار سنة ضوئية (ولك أن تتصور روعة هذه الجوهرة العملاقة وهى معلقة فى الفضاء وتطلق بريقاً أخاذاً يملأ جنبات الكون)..

ورغم ان هذا الخبر يبدو غريباً؛ إلا ان عدداً من العلماء توقعوا وجود كواكب من هذا النوع منذ زمن بعيد.. فنحن نعرف أن الألماس يتكون من الكربون (أو الفحم) وان الفحم يمكن أن يتحول إلى ألماس إذا تعرض لضغط وحرارة شديدتين لوقت طويل (وهذان الشرطان هما فى الواقع أساس صناعة الألماس المقلد).. وحين يموت نجم ما "ينكمش" على نفسه فتتولد حرارة هائلة وتتسبب قوى الجذب المركزي فى تحويل الكربون إلى ألماس جامد.. وإذا علمنا أن بعض الأحجار الكريمة تتشكل بطريقة مشابهة؛ فإن هذا يعنى أن الكون يضم أيضاً "كواكب كريمة" تتكون بشكل كامل من الألماس والياقوت أو الزمرد أو العقيق الخالص!!

... أيضاً من المعروف أن الألماس يمكن أن يتكون في الفضاء الخارجي كما يمكن أن ينفصل مباشرة من الأجرام السماوية البعيدة. وحين ينزل إلى الأرض تحترق طبقته الخارجية (بسبب احتكاكه السريع بالغلاف الجوي) فيتشح خارجه باللون الأسود الزجاجي المصقول.. وهذه الحقيقة بالذات تذكرني بلقائي في برنامج إضاءات حين رجحت أن يكون الحجر الأسود ألماساً فضائياً أسودَ نادراً هبط من السماء.. فحين تفكر في أصل الحجر الأسود لا تجد أمامك غير ثلاثة خيارات:

الأول أنه من مكونات كوكب الأرض..

والثاني أنه من صنع الإنسان القديم..

والثالث أنه نزل من الفضاء الخارجي..

.. والاحتمال الثالث لا يبدو بديهياً فقط، بل وهناك أحاديث نبوية كثيرة ترجحه وتشير إليه حيث جاء مثلاً عن عبدالله بن عمرو أنه قال: "نزل الركن الأسود من السماء فوضع على (جبل) أبي قبيس كأنه مهاة بيضاء - أي بلورة - فمكث أربعين سنة ثم وضع على قواعد إبراهيم" .. وجاء عن ابن عباس أنه قال: "نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضًا من اللبن فسودته خطايا بني آدم" .. كما قال عنه صلى الله عليه وسلم "الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب"..

من مجمل هذه الأحاديث نفهم أن الحجر الأسود نزل من السماء وتشكل خارج الأرض وسقط على جبل أبي قبيس في أطراف مكة.. وعطفاً على هذه الأحاديث نرجح احتمال أنه نوع فريد من النيازك الفضائية تدعى الألماس الأسود وتعرف في علم الجيولوجيا باسم كاربونادوز (ويمكنك أن تشاهد نماذج لها من خلال الكلمة Carbonados في صور جوجل)..

... أما الحقيقة المدهشة فهي أن وزن الأرض يزيد يومياً بحوالي 45 طناً بفضل النيازك والحجارة التي تتساقط عليها من السماء ونراها كشهب مضيئة في الليل بفعل احتراقها في الهواء..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...