الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019

لا تتوقع نتيجة مختلفة حين تفعلها بنفس الطريقة


يقول أنشتاين: من الجنون أن تفعل الأشياء دائماً بنفس الطريقة ثم تتوقع نتيجة مختلفة!!

وعلى نفس السياق أقول أنا:

من الجنون أن تتوقع تحسن بعض الوزارات دون تغيير الأساليب العتيقة والجماجم القديمة فيها..

من المستحيل أن تستمر بنفس العقليات الإدارية المتصلبة وتتوقع نتيجة إبداعية مختلفة..

لا يمكنك ببساطة منافسة العالم وأنت تحارب التجديد وتقاوم الأفكار والمفاهيم الرائدة..

فقبل الحصول على نتيجة مختلفة يجب إحداث حراك في الأقسام الإدارية ذاتها أو تغييرها بالكامل.. كي تحصل على إبداع جديد عليك (كما هو دارج في عالم الابتكارات) أما تطويره، أو تعديله، أو تكبيره، أو تصغيره، أو دمجه، أو تحسينه، أو اختصاره، أو الإضافة إليه، أو خفض كلفته... أو إلغاؤه نهائيا إن كان عصياً على التطوير واستبداله بشيء جديد ومختلف...

فتجربة هذه التغييرات تعد أحد أسس الابتكار (بمفهومه العام) وتأتي ضمن طريقة تدعى سكامبر تحدث عنها لأول مرة خبير التفكير بوب أبيتل..

دعنا أولا نضرب مثلاً بعالم الاختراعات والأجهزة التقنية الحديثة؛ فكل جهاز جديد (يكتسح الأسواق ويحقق نجاحاً خارقاً) إما ظهر من العدم أو تعرض بقسوة لأحد التغييرات السابقة.. حاول أن تكتشف بنفسك عناصر النجاح في أي منتج تجاري ناجح وحاول تطبيقها على أي جهاز عتيق تراه الآن أمامك.. اسأل نفسك ماهي الاحتمالات المتوفرة مثلاً لتطوير آلة نسخ الأوراق الموجودة في مكتبك أو في حال افترضنا أنك أصبحت فجأة مديراً لشركة شارب أو هيتاشي..

لديك عدة خيارات تندرج تحت (تطويرها) بحيث تطبع بطريقة أسرع أو(تعديلها) بحيث تطبع على القماش والخشب أو(تصغيرها) بحيث يمكن حملها بحقيبتك أو(دمجها) مع كاميرة الجوال مثلاً أو(تحسينها) بحيث لا يعلق الورق بداخلها أو(حذف مالا يلزم منها) مثل الأجنحة البارزة والغطاء الثقيل أو(الإضافة إليها) كأن نزودها بكاميرا بصرية أو ببساطة (خفض تكاليفها) بحيث يمكن لصغار الموظفين شراؤها..

ولكن ماذا إن كان المنتج أو القسم أو الجهاز عصياً على التغيير والتطوير والتعديل... وكل الاحتمالات السابقة!؟

هذا لوحده دليل على أنه وصل لطريق مسدود، واستُنزف حتى النهاية، ولم يعد هناك أمل في تحسينه (وبالتالي) يجب إلغاؤه نهائياً واستحداث جهاز بديل ومختلف شكلاً وفكراً ومضموناً..

فأول قاعدة في الإبداع هي كسر كل القواعد السابقة (وأكون سعيداً لو نسيت كل المقال وتذكرت هذه الجملة فقط)..

شركة آبل فعلت ذلك حين تجاوزت كل التطويرات المحتملة في الهواتف وأجهزة اللابتوب وفاجأت العالم بابتكار شيء مختلف تماما يدعى "آيفون" و "آيباد" في حين ماتت شركة نوكيا بسبب تمسكها بالهواتف التقليدية وعجزها عن ابتكار أفكار إبداعية جديدة!!

ولأن كثيراً من الأقسام الإدارية في مؤسساتنا الحكومية فات الأوان على تطويرها، حان الوقت لإلغائها تماماً ومفاجأة المواطن (قبل العالم) بابتكار شيء جديد ومختلف وغير متوقع!!

... المؤكد حتى الآن هو أن لا تتوقع نتيجة مختلفة حين ترى نفس الوجوه التي رأيتها قبل أربعين عاماً وأصبحت عصية على التطوير والتغيير والتعديل والحذف والإضافة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...