هل رأيت طويلاً سقط على أنفه!؟
لابد أن كل من مر بهذه التجربة القاسية يدرك قوة الجاذبية وعظم تأثيرها على الأجسام؛ فالجاذبية هي القوة الأبرز في الكون وهي التي تحافظ على توازن الأجرام فيه. ورغم أن الإنسان أفلح فى تفسير قوى طبيعية كثيرة (كالكهرباء والمغناطيسية) إلا انه لم يفلح في فهم طبيعة الجاذبية بشكل نهائي أو مؤكد.. صحيح ان نيوتن بعد سقوط التفاحة بجانبه توصل لفهم طبيعة التجاذب بين الأجسام.. وصحيح ان انشتاين بعد سقوطه من السلم توصل لفهم كوني أفضل؛ ألا أن جميع تلك المحاولات ماهي إلا (وصف) لقوى غير ملموسة لم يُفهم كنهها بعد!!
وتوصل العلماء إلى فهم طبيعة الجاذبية سيتبعه بالتأكيد سعيهم إلى إبطال مفعولها وعكس اتجاهها. وإبطال قوة الجاذبية يعني أن المواد ستصبح بلا وزن، وعكس مفعولها يعني استغلالها لدفع الأجسام للأمام أو الأعلى بدل سقوطها للأسفل باتجاة الأرض!
وهذه الفكرة شكلت محوراً للعديد من روايات الخيال العلمي كان أولها رواية "أول إنسان على القمر" للأديب الإنجليزي هربرت ويلز عام 1893 (وتدور حول عالم يدعى كافور يكتشف سبائك عازلة للجاذبية فيستغلها لصنع مركبة تحمله نحو القمر).. أيضا كانت أساساً للعديد من الفرضيات العلمية الغريبة والخارقة للطبيعة في معظم الأحيان؛ فنحن نعرف مثلاً أن الهرم الأكبر صنع من مليوني حجر لا يقل وزن الواحد منها عن طنين.. وهناك ادعاء بأن الفراعنة توصلوا لصنع سبائك عاكسة للجاذبية مكنتهم من حمل كل تلك الحجارة الثقيلة ثم رفعها إلى مستويات عالية في قمة الهرم!!
.. أيضا هناك من يعتقد أن "الأطباق الطائرة" مركبات متقدمة تعتمد فى تحليقها وانطلاقها على عكس الجاذبيه الأرضية. فمن الملاحظ والكلام ليس لي أن تلك المركبات لا تملك أي نوع من الأجنحة وانها تنطلق باندفاع مفاجئ بدون نفاثات أو أي وسائل معروفة للدفع.. وإذا توصلنا نحن البشر إلى اكتشاف مماثل ستتوفر لدينا تطبيقات عديدة مدهشة؛ فالطائرات مثلاً (ولست واثقاً من هذه التسمية) لن تكون بحاجة لأجنحة ترفعها أو محركات تدفعها طالما أمكن التحكم بقوة الجاذبية المضادة للارتفاع والانطلاق.. المظهر الوحيد الذي سيبقى من طائرات اليوم هو الشكل الانسيابي لتلافي مقاومة الهواء..
أيضا ستنتهي التكاليف الباهظة لرحلات الفضاء وستصبح المركبات الفضائية مجرد "حاويات" لنقل البشر ترتفع بلمسة أصبع.. كما يمكن استغلال المادة المضادة للجاذبية لرفع مياه البحر للأماكن العالية ثم تركها تهبط بقوة لتوليد الكهرباء مجاناً..
ويمكن أيضاً بناء أبراج سكنية بالغة العلو من مواد ليس لها أي ثقل وسيتم الوصول للأدوار العليا بمصاعد ترتفع بدفعة بسيطة.. وسيتاح لعامة الناس الطيران والانطلاق (مثل سوبرمان) بواسطة أحذية مصنوعة من مواد عاكسة للجاذبية ومن باب أولى إلباس سياراتنا مواد مماثلة للنزهات العائلية!!
... قد يكون الأمر خيالياً اليوم.. وقد يتسبب تحقيقه في غربلة قوانين الفيزياء غداً.. ولكن احتمالات تحقيقه مستقبلاً لا تقل عن نجاح الأخوين رايت في التحليق بأول طائرة ميكانيكية عام 1903...
وهو الإنجاز الذي كذبه حينها عدد كبير من العلماء وقالت عنه مجلة أميركان ساينتفك: "يستحيل علمياً ارتفاع أي جسم أثقل من الهواء عن سطح الأرض"!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق