هل لاحظت من قبل وجود علاقة بين شخصيات الناس وأشكالهم الخارجية؟
هل لاحظت مثلاً أن البدناء أكثر مرحاً، وعيدان القصب أكثر نزقاً؟
هل لاحظت «كما لاحظ الجميع قبلك» أن ملامح الوجوه تتفق مع أخلاق الناس الخارجية؟
قبل الميلاد بعدة قرون لاحظ الطبيب الإغريقي هبو قراط أن هناك علاقة بين النمط الجسماني للمرء وسلوكياته الشخصية.. غير أنه اقتصر في تقسيم الأنماط البدنية إلى نوعين رئيسين هما القصير الممتلئ والطويل النحيف!
وبعد الإغريق تحدث في ذات الموضوع علماء كثيرون مثل ابن سينا والرازي، وكان لكل عالم تصنيفه الخاص - ولكنهم اشتركوا جميعاً في إيراد النمطين اللذين ذكرهما هبو قراط.. وفي العام 1952 خرج العالم «البيولوجي كريتشمر» بتقسيم، لقي رضا الجميع، قسم فيه المظهر الخارجي للجسم البشري على النحو التالي:
الجسم الهزيل: وهو قليل الوزن طويل القامة مستدق الأطراف.
والجسم العضلي: قوي البنية عريض الأكتاف نامي الصدر.
والجسم السمين: غليظ الرقبة ثقيل الوزن منتفخ الأوداج.
والجسم الضعيف: عليل التكوين صغير الحجم قصير القامة.
وفي منتصف القرن العشرين درس العالم الأميركي «شلدرون» الأنماط البدنية لـ»100 طالب جامعي» حسب التصنيف السابق فجاءت نتائجه كما يلي:
«7 %» من الطلاب كانوا من نمط النحيف الهزيل، «9 %» من نمط السمين الممتلئ، «12 %» من نمط العضلي المتين، «72 %» لم يستطع وضعهم في تصنيف معين أو كانوا «خليطاً» بين نمطين أو أكثر!!
غير أنه لم يرض كثيراً بهذا التصنيف «كونه فشل في تحديد 72 % من الأنماط الجسدية للبشر» فحاول الخروج بتقسيم أفضل، اكتفى فيه بالتصانيف الثلاثة الأولى لكريتشمر، وقسمها إلى درجات أكثر دقة فخرج في النهاية بـ «76» نمطاً دقيقاً!!
ولأنه يصعب إيراد كل هذه الأنماط سنعود إلى التصانيف الرئيسة الأولى لــ»كريتشمر»، ونتعرف على العلاقة بينها من جهة والسلوكيات الشخصية والصحية من جهة أخرى:
فالجسم الهزيل: يتميز بأنه عصبي المزاج، سريع الغضب، مندفع، قليل الانصياع للأوامر.. وهو من الناحية الصحية يعاني بكثرة من نزلات البرد والتهابات الحلق وقرحة المعدة والاثني عشر!!
والجسم العضلي: ويتميز بالثقة بالنفس، وحب السيطرة، والجرأة الزائدة.. وهو من الناحية الصحية يتمتع بمناعة قوية ضد الأمراض!
والجسم المتين: ويتميز بتقلب المزاج، والطيبة الظاهرة، وكثرة التدقيق في الأمور الجانبية، كما أنه اجتماعي يحب المرح.. أما صحياً فهو ينام بعمق ومعرض لأمراض القلب والسكري..
والآن تأمل الناس حولك وقارن بنفسك وفي أي الأنماط تضع نفسك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق