الخميس، 19 مارس 2020

كيف تسافر.. وليس كم تسافر؟


السـفـر والترحال يأتيان دائماً في مقدمة الأمنيات البشرية. في معظم استطلاعات الرأي تأتي "رؤية العالم" قـبل حلم الثراء، والبقاء شاباً، والوقوع في الحب.. لا تحتاج لمن يؤكد لك هذه الحقيقة كونك تشعر بها داخلك، وتسمعها من الناس حولك. وأنا بدوري حلمت "مثـل كل الأطفال" بالسفر والطيران ورؤية الدول والبلدان كافة. كنت أغمض عينيّ وأتخيل قدرتي على الطيران حول الكرة الأرضية ثم العودة لسريري قبل أن تقوم والدتي من مكانها. وحين دخلت سن الشباب بدأت بالترحال بمجهودي الشخصي، وشجعني عملي "ككاتب محترف" على السفر والاطلاع والاحتكاك بالثـقافات المختلفة.

أول رحلة قمت بها في حياتي كانت في سن العاشرة حين أرسلني والدي إلى مصر لزيارة طبيب عيون مشهور.. أمـا ثـاني تجربة مهمة فكانت عيشي في أواخر الثمانينات في ولاية مينيسوتا لمدة عامين استغللتها في زيارة معظم الولايات الأميركية - بالإضافة إلى كـندا ومنطقة البحيرات العظمى.

واليوم؛ زرت خلال الثلاثين عاماً الماضية أكثر من 80 دولـة "كررت بعضها عدة مرات" وانتهيت من عجائب الدنيا القديمة والحديثة، والتقطت آلاف الصور "اخترت منها 300 فقط لكتاب حول العالم في 80 مقالاً".

غـير أن الأمــر لا يتعلق فقط بالأرقام القياسية؛ فهناك نوعية الرحلات ذاتها التي يجب أن تتضمن خبرات وتجارب غير مسبوقة وأحياناً غير مريحة.. لا يمكنك مثلاً زيارة فـيتنام دون أن تجرب حياة الفيتناميين.. ولا يمكنك ادعاء رؤية فرنسا وأنت لم تشاهد سوى صالة الفندق وشارع الشانزليزيه.. كما لا يمكنك رؤية إيطاليا الحقيقية قبل زيارة قرى سينك تيرا الجبلية والتجول في مدن التلال في توسكانا.

لا تخشَ مغادرة العاصمة والمناطق السياحية المعروفة.. لا تتردد في تجاهل الفنادق الفخمة واستئجار غرفة أسرية..

أما أهم نصيحة أقدمها لعشاق السفر فهي: لا تأخذ معك أصدقاءك "وربعك" واستبدلهم بأصدقاء من مواطني البلد أنفسهم يخبرونك بأسرار ومواقع لا يعـرفها غيرهم.

هل ستسألني كيف أعرفهم، أو أتعرف عليهم؟

يصعب إخبارك بكل التفاصيل، ولكن يمكن القول: إن غوغل "لمن يجيد استخدامه" مفـيد بهذا الشأن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...