الخميس، 19 مارس 2020

لماذا تشترك الأمم في هذه الخرافات؟


كانت الحضارات القديمة تدرك وجود مخلوقات (منقرضة) سبقت وجـودهم.. فالعظام المتحجرة للديناصورات والزواحف والطيور القديمة كانت موجودة دائما، ولا يمكن تفسيرها بغير ذلك.. كان أرسطو وابن سينا والرازي وليوناردو دافنشي من العباقرة الذين تحدثوا عن انقراض زواحف ضخمة وديناصورات مخيفة (قبل أن يطلق عليها هذا الاسم)!!

أضف لذلك؛ كان كل جيل يملك روايات شفهية تتحدث عن مخلوقات لم يرها أبناء الجيل "الحالي".. روايات تتراوح بين الحقيقة والخيال، يصعب نفيها أو إثباتها.. تشبه روايات أجدادنا عن وجود أسود ونمور وغزلان (بل غول وسعلية ونمنم يأكل البشر ويخطف الأطفال)، كانت موجودة في الجزيرة العربية، ولكن الجيل الجديد لم يشاهدها بكل بساطة.

أنا شخصيا؛ حين أعود إلى كتب التراث القديمة أتساءل: هل المخلوقات التي تتحدث عنها (رغم كل المبالغات المحيطة بها) لها أصل حقيقي، أم أنها مجرد أساطير وخيال محض؟!

فالعرب مثلا يتحدثون بكثرة عن وجود طائر عملاق مخيف، يأكل لحوم البشر، ويتصيد الأطفال والفرسان، في البوادي والحضر يطلقون عليه العـنقاء.. فهل هو مجرد خرافة، أم أحد أسلاف الديناصورات الطائرة (أو حتى النسور العملاقة القادرة على حمل النعاج والخرفان)؟

سبق وكتبت مقالا تساءلت فيه عن مصدر الطيور الأبابيل، التي هاجمت جيش إبرهة الأشرم.. هل هي طيور منقرضة؟ هل كانت آخر نسل الديناصورات المجنحة؟ هل لها علاقة بالتنانين التي تنفث النار في التراث الصيني؛ (حيث يملك التنين حضورا قويا لدرجة يؤمن الصينيون بأنه كان موجودا بالفعل، رغم أن الأجيال الأخيرة لم تشاهده فعلا)!!؟

المعضلة لا تتعلق فقط بوجود -أو عدم وجود- طيور بهذا الحجم، بل في الأسئلة التي تتفرع منها.. فعلى سبيل المثال: من أين تأتي، وأين تذهب؟ وإن كانت موجودة، فلماذا لا تظهر إلا نادرا؟ وإن كانت من فصيلة منقرضة، فكيف بقيت حتى اليوم؟!

على أي حال؛ يظل البحث في هذه الأمور مشوقا أكثر من البحث عن متحجرات الديناصورات التي أصبح وجودها مؤكدا..

مشوقـا ومحيرا؛ لأنه (حتى لو لم يثبت وجودها) يبقى السؤال قائما عن سبب اشتراك جميع الأمم في وجود ثلاثة مخلوقات مرعبة بالذات:

طائر ضخم (كالعنقاء والتنين)، ومخلوق دموي (كالسعلية ودراكولا)، وكائن خفـي شريرة (كالعـفاريت والأشباح).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...