الخميس، 19 مارس 2020

هل يوجد شيء يدعى فيتامين B17؟


أتناول منذ ثلاثين عاماً كبسولة تضم الفيتامينات المعروفة كافة، النقص الوحيد فيها هو عدم احتوائها على فيتامينات B كافة، فهذا الفيتامين لوحده يتضمن 12 نوعاً تبدأ بـفيتامين B1 وتنتهي بفيتامين B12.

في الماضي كان يعتقد أنها نوع واحد بسبب خصائصها المشتركة وقابليتها للذوبان في الماء، ولكن بمرور الوقت اتضح أنها فيتامينات مختلفة يؤدي كل منها وظيفة معينة "ففيتامين B9 هو حامض الفوليك الذي يتسبب نقصه لدى الحوامل بتشوهات الجنين".

وفي كل مرة أقرأ فيها محتويات كبسولتي العزيزة أتساءل: لماذا لا تضم فيتامينات B كافة؟

أتساءل بالذات عن سبب اختفاء فيتامين B17 الذي تدعي بعض الأبحاث قدرته على مكافحة السرطان.

وفي أغسطس الماضي كنت في أميركا حين عثرت بالصدفة على مجموعة خاصة بهذه الفيتامينات فقط.. ولكنني "مثل معظم السعوديين" لم أقرأ محتوياتها إلا بعد شرائها واكتشفت أيضاً عدم احتوائها على فيتامين B17.

وقبل أيام فقط سألت زوجتي "استشارية أطفال" عن سر اختفاء هذا الفيتامين فردت علي: ومن أخبرك أصلاً أن هناك شيئاً يدعى فيتامين B17؟

أصررت على موقفي، وأصرت على موقفها، فـفتحت غوغل ووجدت نتائج كثيرة تتعلق بهذا الاسم "من بينها شخص يسـأل: لماذا منعت وكالة الأدوية الأميركية فيتامين B17؟"

لفت السؤال انتباهي ونسيت نقاشي مع الدكتورة نجاة وبدأت أقرأ عن سبب منعه وعدم وجوده في الأسواق.

فحتى سبعينات القرن الماضي كان من المعتاد وصف مادة الأميجدالين amygdalin لعلاج السرطان، غير أن الأبحاث التالية أثبتت ليس فقط فشلها، بل إنها مادة خطيرة ومكون أساسي لسم السيانيد، ولهذا السبب تم منعها في أميركا والاتحاد الأوروبي "رغم وجودها في بذور التفاح والمشمش وبعض المكسرات".

ومن هنا ظهرت نظرية مؤامرة جديدة تتهم وكالة الأدوية الأميركية FDA بمنع مادة الأميجدالين كي تحافظ على الأرباح العالية للشركات المنتجة لعقاقير السرطان، أطلق عليها اسم فيتامين B17 لمنحها شرعية واسماً مطمئناً بدلاً من مادة الأميجدالين التي ارتبطت بسم السيانيد "الذي انتحرت به كليوباترا وكان الفراعنة يستخرجونه من طحن بذور المشمش".

ورغـم أن مادة الأميجدالين مازالت تصنع في دول كالمكسيك ورومانيا.. ورغم إمكانية شرائها عبر الإنترنت في أميركا وأوروبا.. ورغم أن بعض الأطباء مايزالون يصفونها لمرضى السرطان؛ ولكن الحقيقة هي أنه لا يوجد شيء "كما قالت أم حسام" يدعى فيتامين B17 ولم تثبت الدراسات الحديثة فعالية الأميجدالين في علاج السرطان، ناهيك عن تأثيرها السام على جسم الإنسان.

لماذا كتبت هذا المقال؟ لأنني رأيت أثناء بحثي عن مادة الأميجدالين دعايات تروج لبيعها في المملكة كعلاج للسرطان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...