الخميس، 19 مارس 2020

كم يساوي جسدك.. وكم تساوي حضرتك؟


هناك فرق بين قيمتك الإنسانية والمعنوية، وقـيمتك كعناصر كيميائية ومــواد خــام..

من خلال وزنـي "92 كلغم" وطولـي "180 سم" يمكن القول: إن جسدي المادي يتكون من العناصر الكيميائية التالية:

57 كلغم أوكسجين يساوي سعرها في السوق 633 ريالاً.

و9 كلغم هيدروجين تساوي قيمتها 4000 ريال "وكلا العنصرين يشكلان الماء وسوائل الجسم".

و21 كلغم كربون تساوي في السوق 2000 ريال تقريباً "علماً أن الكربون هو العنصر المكون للحياة على الأرض".

وهناك أيضاً 2,5 كلغم من عنصر النيتروجين تساوي 34 ريالاً فقط.

ثم 1,5 كلغم من الكالسيوم تساوي قيمتها 1000 ريـال تقريباً.

ثم كـيلو واحـد فوسفور تساوي 1200 ريال تقريباً.

وكذلك 100 غـرام من البوتاسيوم تساوي 700 ريال تقريباً.

بعد ذلك تتبقى 500 غرام من مواد قليلة ومتفرقة "كالنحاس والحديد والمغنسيوم والزنك يصعب حساب قيمتها بالضبط".

وبعـد جمع كل هذه العناصر يتضح أن قيمتها كمواد خام تساوي 9567 ريـالاً "وهو مبلغ لا يقارن ببعارين تباع بالملايين". ولكن، من فضل الله على خلقه، أن قيمة الإنسان لا تتحدد من خلال وزنه بل من خلال منزلته كأشرف خلقه، لدرجة قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: (قـدر المؤمـن أعـظم عند الله من زوال الدنيــا) النسائي.

نعـم؛ قــد تتشابه أعضاء وجينات الإنسان مع الحيوانات؛ ولكنه يختلف عنها في اصطفائه وتكليفه ومنحه فضيلة العقل ونعمة الوعي وحرية القرار، ناهيك عن القيمة الفكرية والمعنوية التي تتفاوت بين البشر أنفسهم.. الأجساد التي نعيش داخلها مجرد آلات عضوية تسكنها أرواحنا وعقـولنا ووعـينا وكل ما يحدد قيمتنا الحقيقية كبشر.. ليس أدل على ذلك من أن أجسادنا المادية تُـستبدل بصفة دورية "بسبب ظاهرة موت الخلايا واستبدالها بخلايا جديدة تنوب عنها" الأمر الذي يعني أن الجسد الذي تملكه اليوم، ليس هـو الجسد الذي كنت تملكه قبل خمس أو ست سنوات.. حين تصل إلى سن الستين تكون قد استبدلت "على الأقل" عشرة أجساد؛ الأمر الذي يضعك أمام سؤال كبير ومحير:

إن كنت قد استبدلت عشرة أجساد خلال حياتي، فلماذا مازلت محتفظاً بذكـرياتي ومهاراتي التي اكتسبتها منذ الطفولة؟!

هـذا لوحده يا عزيزي دليل على أننا "لسنا" أجساداً مادية، وأن حقيقتنا البشرية تكمن في أرواحنا وعقولنا وذكرياتنا التي تتنقـل داخلها من ولادتنا وحتى وفاتنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...