الأحد، 29 مارس 2020

الرجل الذي اخترع الروبوت


إسحاق عظيموف من الشخصيات التي أعشقها، وظهرت في كتابي الأخير: الله وحده قادر على صنعهم. ويعد واحداً من أبرز كتاب الخيال العلمي في القرن العشرين وأكثرهم إنتاجاً وظهوراً في الأفلام.. هاجر في سن الطفولة من روسيا إلى أميركا وامتلك والده سلسلة متاجر للحلويات في نيويورك وكان يحاول إقناع ابنه بالعمل معه لإدارتها.. غير أن عظيموف كان يكره التجارة ويعشق القراءة والاطلاع وكتابة القصص القصيرة.. كان ذكياً جداً لدرجة تعلم القراءة بنفسه في سن الخامسة وتعلم من والدته حنة أزيموف اللغة الإيديشية (المشتقة من الألمانية) وانتهى من الثانوية بعمر 15 ليدخل بهذا السن جامعة كولومبيا.. وفي سن التاسعة عشرة تخرج منها ليتابع دراسته لدرجتي الماجستير والدكتوراه..

ورغم وظيفته الجامعية وعمله الأكاديمي كانت كتابة المقالات العلمية والقصص الخيالية (بطريقة سهلة ومحببة) هي مهنته الحقيقية.. أول قصة خيالية نشرها عام 1938 وكانت بعنوان (تائهون أمام الثقب).. أحبها الناس لدرجة قررت مجلة (قصص عجيبة) إعادة نشرها على حلقات.. وفي عام 1950 كتب رواية خيالية حققت شهرة كبيرة بعنوان (حصاة من السماء) ساهمت في ترسيخ مكانته ككاتب علمي بارز.. وفي نفس العام أيضاً قدم رواية أكثر شهرة بعنوان (التملص) تحولت لاحقاً إلى فيلم بعنوان I, Robot من بطولة وليم سميث وتناول فيها عظيموف العلاقة المتوترة بين الآلات والروبوتات الذكية.. وبعدها بعام بدأ بنشر سلسلة روائية جديدة بعنوان (الأساس) فازت عام 1966 بجائزة هــوجـو لأفضل رواية علمية وتتحدث عن النتائج المأساوية التي تطال الأرض نتيجة انهيار إمبراطورية كانت تحكم الكواكب الحية في مجرة درب التبانة..

ومن خلال رواياته ابتكر فكرة الروبوت وكان أول من أطلق عليه هذا الاسم (في روايته الكاذب).. كما قـدم في روايته التملص ما يعرف بقوانين الروبوت الثلاثة (التي كتبت عنها بالتفصيل عام 2006 وتجدها في النت بنفس العنوان)..

وفي الإجمال قدم عظيموف أكثر من 500 رواية وكتاب تراوحت بين الخيال العلمي والبحث التاريخي والأفكار الفلسفية الجادة.. أضف لذلك نشر عدداً هائلاً من المقالات العلمية التي أعيد جمعها لاحقاً ضمن كتب متخصصة..

أنا شخصياً أتذكر له الكثير من المقولات الجميلة التي اقتطفتها في كتبه ومقالاته مثل: إن كانت المعرفة تخلق بعض المشكلات فـالجهل لا يعني حلها.. الذين يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء يعيقون عمل من يدركون استحالة معرفة كل شيء.. العنف آخر الشواهد على عدم الكفاءة وادعاء المعرفة أول الشواهد على الجهل.. وأخيراً؛ لا يمكن لآرائنا أن تكون كاملة أو صحيحة 100 % بـل نسبية ومتأرجحة بين المعقول، والممكن، والمستحيل..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...