الخميس، 19 مارس 2020

السعودية بلد الشركات الاستراتيجية


لدينا شركات استراتيجية كبيرة مثل أرامكو وسابك والاتصالات، ونملك 36 شركة من بين أقوى مئة شركة في العالم العربي.. معظم هذه الشركات (الكبيرة) إما حكومية أو قامت بفضل مبادرات حكومية قبل أن تنتقل جزئياً للقطاع الخاص.. تجاربنا في هذا المجال ناجحة نوعياً، ولكنها قليلة (كمياً) لدرجة تدعوني للمطالبة بتكرار تجربة سابك في مختلف المجالات.

لماذا لا يكون لدينا شركات استراتيجية مماثلة تـبادر الـدولة لإنشـائها؟!

نعرف أن المسمى الرسمي لسابك هو الشركة السعودية للصناعات الأساسية، وأن اسمها المختصر Sabic مكون من أول الأحرف في اسمها باللغة الإنجليزية Saudi Basic Industries Corporation:

وبناء عليه لماذا لا يكون لدينا أيضاً:

الشركة السعودية للصناعات الإلكترونية ساليك Sa.el.i.c) Saudi Electronic Industries Company)

والشركة السعودية للصناعات الدوائية سافيك Sa.ph.i.c) Saudi Pharmaceutical Industries Company)

والشركة السعودية للصناعات الفضائية ساسبيك Sa.sp.i.c) Saudi Space Industries Company)

والشركة السعودية للصناعات الإنشائية ساكونيك Sa.con.i.c) Saudi Construction Industries Company)

والشركة السعودية للصناعات الغذائية سافوديك Sa.food.i.c) Saudi Food Industries Company)

والشركة السعودية للصناعات الميكانيكية ساميك Sa.me.i.c) Saudi Mechanical Industries Company)

لـماذا لا يتم جمع كل هذه الشركات تحت مظلة وزارة جديدة تدعى مثلا (وزارة المشروعات الاستراتيجية)؟

لست ضد القطاع الخاص، ولكن العـقود الماضية أثـبتت أنه عاجز وحده عن إنشاء شركات استراتيجية ضخمة بهذا المستوى. بل تكاد تكون السعودية حالة استثنائية حيث يسيطر الأجانب على قطاعها الخاص، في حين لم تنجح شركاتها العائلية في تجاوز قطاع الخدمات والمشروعات التقليدية.

ولم أكن شخصياً لأقدم هذا الاقتراح لولا ثقتي بامتلاكنا القدرة المالية والسياسية على إنشاء شركات كبيرة بوزن سابك.. شركات وطنية ضخمة ترفد اقتصاد الدولة - وتعرف الدولة مقدراتها المالية ومداخيلها الحقيقية.. شركات وطنية شفافة تعمل بعيداً عن التستر واستثناء أبناء الوطن (الذين يشكلون أغلبية كاسحة في أرامكو وسابك وشركة الاتصالات).. نجاح مثل هذه الشركات الاستراتيجية سيقود خلفه كافة القطاعات الأهلية الخاصة - كونه سيعمل كروافد صغيرة لمشروعاتها الكبيرة.

ولا أخفي عليكم أنني كتبت هذا المقال من وحي (وعــد الشمال) آخر مشروعاتنا العملاقة في قطاع التعدين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...