الأحد، 29 مارس 2020

خصوم وأصول ووعد من الله


السيارة تخسر 11 % من قيمتها بمجرد خروجها من المعرض.. وخاتـم الألماس يخسر 70 % من قيمته بمجرد وضعه في أصبع اليد.. وفستان العروس يخسر 50 % من قيمته بمجرد لبسه للمرة الأولى.. والألعاب الإلكترونية تخسر 50 % من قيمتها بمجرد فتح غلافها الورقي.. والهواتف الذكية تخسر 80 % من قيمتها بمجرد ظهور موديـل أحدث منها..

وكل هذا لأن جميع السلع الاستهلاكية (خصوم) تخسر قيمتها بمجرد شرائها أو استعمالها أو ظهور ما هـو أحدث منها.. جميع النسب المئوية أعلاه تعني أنك فقدت نفس القدر من المال على سلع غيرت رأيك حيالها أو لم تستهلكها بالقدر الكافي..

مـا لا يعرفه معظمنا أن الـمال ثلاث حالات هي: خصوم، وأصول، وطـواعـية..

أعرف أنها مسميات غريبة ولكن الخصوم مشتقة من (الخصم من المبلغ أو الرصيد) بغرض شراء سلعة استهلاكية قصيره العمر أو محدودة الاستخدام.

أما (الأصول) فهي الأموال التي تولد أموالاً وتقدم أرباحاً فوق سعرها الأصلي، كالعقارات والأعمال التجارية والمشروعات الناجحة..

أما الأموال (المصروفة طواعية) فهي التي تنفقها في أعمال الخير والإحسان، أو تخصصها لوالديك أو المحتاجين من أقربائك ومعارفك - (ووضعتها في تصنيف مستقل لأننا لا نستطيع الادعاء أنها خصوم أو أصول رغم أن أجرها عند الله عظيم)..

وحياتنا تتقلب غالباً بين هذه الأنواع الثلاثة كوننا نشتري سلعاً استهلاكية لا تسترد قيمتها، ونحاول في الوقت نفسه ادخار شيء للمستقبل، ونسعى بين الحين والآخر لعمل الخير ومساعدة المحتاجين..

لا يتشابه حتى التوائم في نسبة وطريقة التعامل مع هذه الأنواع الثلاثة.. ولكن؛ حين تتغلب الخصوم على الأصول تكون إنساناً مسرفاً (يمكنك حتى تبديد الثروة التي تركها لك والدك).. وحين تتغلب الأصول على الخصوم تكون ميسور الحـال (حتى لـو ورثت من والدك عشرة أشقاء قُصر).. أما حين يتغلب جانب الخير على الاثنين فقد تعيش ثرياً أو مستوراً ولكنك - وعـداً من الله - لن تفتقر أبـداً..

وأنا شخصياً أضمن لمن يجيد التعامل معها في سن مبكرة البقاء -على الأقل- في خانة الميسورين وأصحاب الدخل المرتفع حتى سن متقدمة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...