أجمل الكتب بالنسبة لي هي تلك التي تثير التساؤلات وتشجعك على التفكير والبحث عن الجواب بنفسك.. فالكتب التي تمنحك الإجابات المباشرة قد تخدعك وتفرض عليك رأيا وحيدا وصارما يتبناه مؤلفها.. لهذا السبب أملك كتبا - من أيام المراهقة - تعتمد على طرح الأسئلة وتوثيق التساؤلات المشتركة بين الناس..
خذ كمثال كتاب الظواهر العلمية الغامضة للمؤلف البريطاني جونجرانت الذي يضم أكثر من ثلاثين ظاهرة عجز العلم عن تفسيرها.. أو لا يزال العلماء مختلفين حولها.. مثل:
السبب الحقيقي للاختفاء المفاجئ للديناصورات.
وهل كان إنسان النيناتردال (وهو نوع إنساني مختلف عنا) يملك حضارة متقدمة؟
وهل زارت الأرض قديما مخلوقات من الفضاء الخارجي؟!
وما مدى صحة الأخبار حول اختفاء قارة الأطلنطيس؟
ولماذا ظهرت العصور الجليدية ومتى ستعود؟!
وكيف بدأت الحياة، وهل هناك كائنات غيرنا في الكون؟
وما هو تعريف الذكاء، وهل هو طبيعي أم مختلق؟!
وكم حاسة يمتلكها الإنسان فعلا؟
وما الذي تعنيه الأحلام، وما الذي يحدد نوعها؟!
الثقوب الكونية السوداء هل صحيح أنها بوابات لعوالم أخرى؟!
وما هي حقيقة الأجرام التي تطلق كميات خرافية من الطاقة (وتدعى الكوازارات)؟
وما الذي يسبب البقع الشمسية ودوراتها المنتظمة؟!
أيضا هناك كتاب جميل في فكرته كونه يسير عكس التيار ويتحدث - ليس عما تم اكتشافه - بل عما فشلنا في اكتشافه وتصنيعه وابتكاره حتى اليوم (ويدعى WhatRemains to be discovered)
ومن خلال الفهرس يمكننا أخذ فكرة سريعة عن المواضيع التي يتضمنها هذا الكتاب:
فالفصل الأول مثلا يتحدث عن (الفضاء والمادة) ويندرج تحت ثلاثة أبواب هي:
كيف بدأ الكون وكيف سينتهي!
وما الذي يؤدي للاختلافات الواسعة بين المواد - مثلا ما الذي يجعل الخشب خشبا والحديد حديدا؟
وهل سينجح العلماء في الوصول لنظرية شاملة توحد كل القوى الفيزيائية (الكهربائية والنووية والجذبية والمغناطيسية…)؟!
أما الفصل الثاني فتم تخصيصه للحياة وتنوعها تحت أربعة أبواب هي:
كيف ظهرت الحياة على الارض؟
وفهم آلية الخلية وكيف تنطلق (منذ البداية) لتشكيل هذا العضو أو ذاك!؟
وكيف تعمل المورثات (أو الجينات) ومدى الاستفادة من وضع خريطة لها (للعلم فإنه تم فعلا وضع خريطة لها)!
وكيف تنوعت الحياة الى هذا الحد الهائل وما هي الظروف التي تجبرها على التشعب؟
أما الفصل الثالث فهو عن الجانب التقني في حياة الانسان وجاء تحت ثلاثة أبواب هي:
هل يستطيع الإنسان تلافي النتائج السلبية لتقدمه المستمر كتلوث الأجواء واستنزاف الموارد؟
وهل سيتاح مستقبلا اختراع كمبيوترات قادرة على التفكير ذاتيا!؟
ومستقبل الرياضيات ومدى دقتها في استنباط العلاقات المجهولة!
ومرة أخرى؛
ليس المهم هنا تقديم إجابات مؤكدة، بل استثارة الذهن بهذه الأسئلة ومنح كل انسان حرية التفكير فيها بنفسه.
 
 
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق