قرأت قبل أيام خبراً يفيد بأن شركة يونيفرسال المنتجة لأفلام الأكشن "سريع وغاضب" كانت تفكر جدياً برفع قضية على الممثل بوول ووكر (بسبب وفاته) قبل نهاية الجزء الأخير من الفيلم.. فوفاة ووكر قبل نهاية الفيلم يخالف عقده مع الشركة الذي ينص على محافظته على حياته (وعدم الإتيان بأي أعمال متهورة من شأنها قطع أو منع إكمال الفيلم) وتتسبب بخسائر مالية للشركة.. غير أن ووكر المعروف بحبه للسيارات الرياضية (وقيادتها بسرعة جنونية كما في الفيلم) قضى نحبه حين كان يقود سيارته البورش شمال لوس أنجلوس بسرعة عالية!!
.. وهذا الشرط (عدم الموت قبل إكمال الفيلم) مجرد نموذج لشروط هوليودية غريبة تحفل بها عقود الممثلين..
خذ كمثال العقد الذى أبرمه الممثل الكوميدي باستر كيتون مع شركة G.M.G ويتضمن شرطاً بمنعه من الابتسام في غير أفلام الشركة.. وحين تعاقدت استوديوهات وارنر مع الممثل شارلز بوتيروث منعته من الابتسام لخمس سنوات من أجل تسويقه كشخصية عنيفة.. وأثناء تصوير الفيلم العلمي "الياذة الفضاء 2001" كثرت الإشاعات عن هبوط أطباق طائرة تضم مخلوقات غريبة. ولأن هذه الأخبار (إن صحت) ستحرق الفيلم وتلفت أنظار الناس عنه وقع المخرج ستانلي كوبريك عقد تأمين ضد الأضرار الناجمة عن هبوط المخلوقات الفضائية قبل الانتهاء من عرض الفيلم والأغرب من تصرف كوبريك هو رفض شركة التأمين العريقة "لويدز" إبرام عقد كهذا لأنها هي أيضا كانت تخشى هبوط مخلوقات فضائية في تلك الفترة!
ومعظم الشروط الغريبة تبرم مع النجوم الصغار لاحتكار أعمالهم قبل ان يتحولوا لنجوم يصعب التعامل معهم. ولأن سلوكيات وأخلاقيات الممثل تؤثر على رواج الفيلم تتحول تصرفاته الشخصية إلى بنود ملزمة ضمن عقود عجيبة ومستفزة..
فعلى سبيل المثال العقد المبرم بين شركة مترو غولدماير والممثلة جون كرافورد كان يحدد الساعة التى يجب أن تأوي فيها لفراشها.. فالنجمة الشابة كانت تحب السهر الأمر الذى قد يعطل تصوير أي فيلم في ضوء النهار!!
أيضا شرط العزوبية لم يكن غريباً فى عقود هوليود؛ فالممثلة كلاراباو اشتُرط عليها العزوبية المؤبدة. أما العقد المبرم بين شركة ريلارت والممثلة مارى مايلز فكان ينص على أن تبقى عزباء لثلاث سنوات ونصف بعد التصوير..
وكثيراً ما تطغى شهرة الممثل على الفيلم فينتقل اهتمام المعجبين إلى فيلم جديد من بطولته.. ولتحاشي ظاهرة من هذا النوع أجبر المنتج يسيل بيدي كل الممثلين في فيلم "أمير الملوك" على عدم المشاركة فى أي فيلم بدون موافقته لمدة عشر سنوات بعد انتهاء التصوير!!
وكما اشترطت يونفرسال على ووكر (عدم الوفاة) قبل نهاية الفيلم سبق واشترطت على الممثلة اليس وايت تعلم لغتين فى سنة واحدة للقيام بدور جاسوسة ألمانية في الحرب العالمية الثانية.. وقبل ذلك بكثير أجبرت الممثلة هيلين ساند على عدم الذهاب لمباريات البيسبول التي تتحمس لها كثيراً؛ كي لا تفقد صوتها من فرط التشجيع..
وهذا كله غير اشتراطات حلق الشوارب أو تغيير لون البشرة أو تخفيض الوزن أو حتى إجراء عمليات جراحية لأعضاء معينة تتناسب مع سيناريو الفيلم!
قد تستغرب .. وقد تبتسم.. وقد تضرب كفاً بكف.. ولكن السينما تبقى من خلف الكواليس صناعة جادة تدر على أميركا بلايين الدولارات، وتعد المصدر الأول لولاية كاليفورنيا..
وفي النهاية من سيرفض المحافظة على حياته أو تخفيض وزنه أو حلق شواربه من أجل "شوية" ملايين..!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق