الجمعة، 13 مارس 2020

الخطوط السعودية وتحديات المستقبل


الخطوط السعودية كانت السباقة في الظهور والازدهار على مستوى الخليج والعالم العربي.. يعود تأسيسها إلى عام 1945 حين أهدى الرئيس روزفلت طائرة "دوجلاس" إلى الملك عبدالعزيز لتبدأ خدمتها بين مدينتي جدة والظهران ودمشق.. وهذا يعني أن عمر خطوطنا السعودية يزيد على السبعين عاما (متقدمة بخمسين عاما على الأقل على معظم الشركات الخليجية).

أتذكر كيف كنا لا نثق بغيرها وكيف كانت ترعى منافسات وسباقات عالمية ــ بحيث غدت علامتها التجارية منتشرة في كل مكان.. غير أن ثبات الحال تسبب بتأخرها بدءا بعدد الطائرات وتنوع الوجهات، وانتهاء بيأس المواطنين ولجوئهم للشركات الأجنبية.

.. غـير أن هناك بوادر انتعاش حالية تـشـي بنهضتها المستقبلية.. فهناك أرقام ملفتة للنظر بخصوص الطائرات التي تعاقدت على شرائها خلال العامين الماضيين..

ففي هذا العام مثلا تم توقيع اتفاقيات استحواذ على 63 طائرة من شركتي بوينج وإيرباص (وهو رقم يساوي تقريبا نصف أسطولنا الحالي).. وحسب موقع شركة بوينج تشمل الصفقة 15 طائرة من طراز بوينج B777-300ERو13 طائرة من طراز بوينج B787 دريملاين” ــ بالإضافة إلى 35 طائرة من الجيل الجديد لطائرات إيرباص (A320/A321-neo)

وهذه الطائرات تضاف إلى 50 طائرة إيرباص أخرى من طرازي A320 وA330 تم توقيع اتفاقيتها العام الماضي (أثناء زيارة الأمير محمد بن سلمان لباريس في يونيو 2015) بدأت طلائعها بالوصول فعلا.

وهذا يعني (بلغة الأرقام) استحواذنا على 113 طائرة خلال آخر عامين ــ مقارنة بــ119 طائرة استحوذت عليها السعودية خلال السبعين عاما الماضية!

وحسب تصريح مدير عام الخطوط السعودية (لموقع عالم السعودية في سبتمبر 2016) تأتي هذه الطائرات لـمضاعـفة إنجازات سبعين عاما خلال سبعة أعوام فقط بحيث يرتفع عدد الأسطول إلى 200 طائرة حديثة والرحلات اليومية إلى ألف رحلة (من خمسمائة هذه الأيام).

على أي حال؛ رغم جمال هذه الأرقام؛ مازلنا نطمح للمزيد كون "الطيران" أصبح هذه الأيام صناعة مربحة وقائمة بذاتها.. صحيح أن خطوطنا السعودية تخدم 29 مطارا داخليا ولكن هذا ليس عذرا بل ميزة نسبية يجب استغلالها لتوسيع اسطولها الجوي.

أضف لهذا تملك خطوطنا السعودية مزايا نوعية واستثمارية لا تتوفر لمعظم الخطوط العربية مثل:

حقيقة أن السفر جوا هو الخيار الأسهل والمفضل للمواطن السعودي بسبب مساحة البلاد الكبيرة.

وأن المواطن السعودي هو الأكثر سفرا للخارج (أوشكت خطوطنا السعودية على فقده خلال العشرين عاما الماضية).

كما أن السعودية تضم أكثر من ثمانية ملايين عامل أجنبي، ولديها أكثر من مئة ألف مبتعث ــ لم تتمكن حتى الآن من توفير وجهات كافية لهم.

أضف لهذا تستقبل السعودية سنويا مليوني حاج وزائر يمكن لخطوطنا الجوية استقطابهم بالكامل ــ ثم استمالتهم كركاب ترانزيت لوجهات إضافية.

كما أن موقعنا الجغرافي (بين قارات العالم) يتيح لخطوطنا الوطنية العمل كحلقة وصل بين مطارات الغـرب والشرق ــ وهو الدور الذي استحوذ عليه حاليا مطار دبي.

كل هذه المزايا النوعية لا يمكن استغلالها بدون زيادة أسطولنا الجوي، وخصخصة خطوطنا الوطنية، وطرحها كشركة مستقلة تعمل على أساس الربحية والمحاسبة الشفافة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...