الأربعاء، 11 مارس 2020

اللون الذي تتبناه


السيارات الرياضية التي يتم طليها باللون الأبيض تقل مبيعاتها بنسبة 43% عن السيارات التي يتم طليها باللون الأحمر وبنسبة 24% عن التي يتم طليها باللون الأزرق وبنسبة 19% عن اللون الأصفر..

هذه الدراسة أجرتها شركة نيسان عام 2009 في أكثر من 230 فرعا لها حول العالم..

وفي المقابل نلاحظ أن اللون الأبيض هو اللون السائد والمفضل والمحايد في 64% من السيارات العائلية والتقليدية.. كما أنه اللون الطاغي لشركة تويوتا (ولعلك لاحظت ذلك) كونه لونا محايدا ومقبولا لدى معظم الناس.. وفي المقابل هناك هنري فورد الذي خفض كلفة سيارته الشعبية موديل تي بقصرها على اللون الأسود فقط. وشركة فيراري التي لا تطلي سياراتها بغير اللون الأحمر، وسيارات لومبرجيني ولوتس بالأحمر والأصفر.. وفي المقابل نادرا ما تطلى السيارات الراقية باللونين الأخيرين كالمرسيدس وأودي والرولزرويس (وأعتقد أن أي مرسيدس تطلى باللون الأصفر تخاطر بعدم بيعها على الإطلاق).

ومن المعروف أن للألوان تأثيرا قويا على مزاج الإنسان وتعطي الآخرين (فكرة) عن موقف وسمات صاحبها وتعبر بالتالي عن شخصية السائق وسماته الانفعالية.. وفي العقود الأخيرة أصبحت شركات السيارات تقيم وزنا أكبر لمسألة توزيع الألوان حسب الأذواق السائدة بين الناس؛ فاللون غير المناسب قد يهبط بمبيعات الموديلات الجديدة، في حين يعمل توازيه مع النسب التي يفضلها الناس على بيع كامل الانتاج.

وفي معظم الشركات يوجد خبراء في علم النفس والسلوك يدلون برأيهم حول اللون المفضل لهذا الموديل أو ذاك.

وهناك دراسة بريطانية أكدت تفوق الفرق الرياضية التي تلبس اللون الأحمر. فمن جامعة ديرهام راجع (روبرت بارتون) و(راشيل هيل) مباريات الدوري الإنجليزي فاكتشفا أن أكثر الفرق فوزا بالكأس والمباريات ذاتها تلبس اللون الأحمر. وحين توسعا في البحث وجدا أن مانشستر يونايتد وفريق ويلز للرجبي وفريق واشنطن ردسكنز حققوا معدل فوز مرتفعا بفضل هذا اللون.. وفي مرحلة أكثر تقدما تتبعا الفرق الرياضية في أربعة ألعاب أولمبية يعطى فيها اللاعب حرية لبس اللون المرغوب فاكتشفا معدل فوز كاسح للابسي الشورت الأحمر. فضمن 441 مباراة أولمبية (في الملاكمة، والتايكوندو، والمصارعة الرومانية، والمصارعة الحرة) فاز اللون الأحمر في 242 نزالا في حين تقاسمت بقية الألوان المباريات المتبقية!

حتى في عالم السياسة تلاحظ أن 80% من أعلام الدول يتضمن اللون الأحمر كرسالة ترهيب وتحذير (بجانب لون يوحي بالسلام؛ كالأخضر أو الأبيض). كما أنه اتخذ شعارا لكثير من الثورات الكبرى كثورة البلاشفة في روسيا والحزب الشيوعي في الصين وحركة جيفارا وكاسترو في كوبا - ناهيك عن أشهر المنظمات العسكرية والإرهابية في القرن العشرين كالألوية الحمراء في إيطاليا والجيش الأحمر في اليابان والرقبة الحمراء في أميركا ومنظمة "باينهوف" في ألمانيا!

.. وفي المقابل نلاحظ أن الأسود (الذي يعد لون الكآبة واليأس) هو اللون المفضل لدى المنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط.. وهذا إن دل على شيء فعلى تبنيها علمت بذلك أم لم تعلم ثقافة الموت وإشاعة الإرهاب دون وجود برنامج سام أو هدف نهائي تسعى لتحقيقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ما لا يمكن قياسه لا يمكن الحكم عليه

ما لا يمكن قياسه؛ لا يمكن مراقبته، أو محاسبته، أو تطويـره أو الحكم عليه..  وبناء عليه؛ (ما لايمكن قياسه) يُـصبح عرضه للإهمال والفساد والتراج...