لا تحتاج لثروة كبيرة كي تستمتع بالحياة.. ولو كانت السعادة مرتبطة فعلاً بالمال لما رأيت فقيراً يبتسم، ولا ثرياً متجهم الوجه.. شعورك بالسعادة من الأشياء الصغيرة لا يختلف كثيرا عن شعورك بالسعادة حين تصبح غنيا بالفعل..
أما الأجمل من هذا فهو أن شعورك بالغنى والثراء قد لا يتطلب سوى تغيير طريقة تفكيرك وتبني تقنيات من شأنها منحك هذا الشعور (حتى حين تعجز عن امتلاك الثروة ذاتها)..
فمن المهم أولا (وقبل كل شيء) أن تعيش حياة صحية لأطول فترة ممكنة.. فلا فائدة من ثروة تموت عنها صغيرا، ولا يمكن لثروة مهما كبرت أن تعوض الصحة الجيدة والاستمتاع بعمر يتجاوز أي ثري..
أما التقنية الثانية فهي ألا تقارن نفسك بغيرك.. افعل ما تحبه وترتاح إليه بصرف النظر عن علاقته بالغنى أو الفقر.. الملياردير ستيف جوبز (مؤسس شركة بل) لم يكن يلبس غير الجينز والقمصان السوداء، وزوكر بيرج (ملياردير الفيسبوك) لا يلبس غير أحذية الحمام المطاطية (أما أخوكم في الله) فلا يحب دخول صالات الدرجة الأولى حتى حين يسافر على الدرجة الأولى..
وبطبيعة الحال يمكنك أن تلبس كالأثرياء وتتصرف كالأثرياء وتضع الشماغ كالأثرياء.. ففي النهاية (التمظهر) من طبيعة البشر والطريقة التي يُظهر بها الأثرياء ثراءهم.. وتبني هذه الإستراتيجية يسحب البساط من تحت أقدامهم ولن يسألك أحد عن رصيدك في البنك..
أما التقنية الرابعة فهي أن تقبل بين الحين والآخر دفع أسعار مرتفعة فعلا.. فأنا مثلا (حين أسافر) أحاول السكن في فنادق غير مكلفة، ولكنني قد أصادف فندقا مكلفا (في موقع ساحر) فأسكن فيه كاستثناء ومكافأة على توفيري في بقية الفنادق..
ورغم أن الاقتراض من أبواب الفقر؛ إلا أنه يختلف عن إتقانك لمهارة نقل المال بين أزمنة الوفرة والشح.. فمستوى غناك لا يحدده دائما رصيدك في البنك بل مهاراتك في رفع قرشك الأبيض ليومك الأسود أو استعمال بطاقتك الائتمانية حتى يأتي يومك الأبيض..
أيضا؛ لاحظ أن معظم النشاطات والتصرفات (التي يقوم بها الأثرياء) مشتركة بين الجميع.. فحين تستطلع الماركات الفاخرة أو تتجول في المتاجر المكلفة أو تجمع أميال الدرجة الأولى فأنت في الحقيقة تفعل ما يفعله 99% من الأثرياء..
أما التقنية السابعة فتعتمد على (شكر النعمة) وتذكر أن مقتنياتنا الحديثة لم تكن متوفرة لأغنى الناس في العصور القديمة.. فقارون مثلا لم يكن يملك مثلك جوالا ومكيفا وانترنت.. لم يكن أثرياء أميركا في القرن التاسع عشر (حيث ظهر أغنى البشر في التاريخ) يعرفون نعمة الكهرباء أو يسافرون بالطائرة أو يشاهدون ثلاثة آلاف محطة تلفزيونية.
ثم ما الذي يمنعك من شراء المزيف والمُقلد مما تحب وترغب.. فالصينيون هذه الأيام يصنعون أشياء مقلدة بأسعار زهيدة لا تختلف عن المقتنيات الأصلية.. المهم هو ألا تخبر أحدا بذلك وإن كنت سأخبرك أنا بامتلاكي لوحتين للفنان فان جوخ لا يقل سعر الأصلية منهما عن 45 مليون دولار!
أما التقنية التاسعة فتعتمد على المثل المعروف "جاور السعيد تسعد".. حاول أن تشتري أو تستأجر منزلا رخيصا في حي راق.. والأمر لا يتعلق هذه المرة بالتمظهر، بل في حقيقة أنك بهذه الطريقة ترفع حظوظك في النجاح (وربما الاستثمار معهم) بمجرد تعرفك على جيران يفعلون ذلك كل صباح..
وأخيرا (وهذه هي التقنية العاشرة) إن لم يعجبك كل ما سبق واعتبرته من قبيل التعزية وتطييب الخاطر فجرب إغماض عينيك وتخيل ما يمكنك فعله حين تصبح بمستوى بيل جيتس.. فمن وجهة نظر نفسية بحتة؛ المشاعر التي تحصل عليها من أحلام اليقظة لا تختلف كثيرا عن المشاعر التي ستحصل عليها حين تملك المال فعلا!
... وللأمانة لست أول من اخترع التقنية الأخيرة.. شاعر صعلوك (لا أتذكر اسمه) قال ذات مساء:
إذا تمنيت بت الليل مغتبطا
إن الغنى رأس مال المفاليس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق